لكل السوريين

الدراجات الهوائية.. تعود للظهور من جديد في الشارع الحلبي

حلب/ خالد الحسين

يتكأ ” أبو ياسين ” على دراجته الهوائية القديمة وهو في مقتبل العام الخمسين من عمره ويقودها ببطء شديد في حارات حلب القديمة واصفاً أياها برفيقة دربه.

يقول أبو ياسين ببهجة ” عمر هذه التجارة يتجاوز العشرة أعوام وتعتبر قيادتها بالنسبة لي رياضة للجسم بالإضافة لكونها واسطة نقل فردية توصلني للمكان الذي أريده، وبحكم سكني في حارات حلب التي تتصف بضيق الطرقات والأزقة فأنا اعتمد عليها كثيراً “.

ويضيف الخمسيني قائلاً :” وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لا استطيع شراء سيارة فهي تحتاج لوقود وإصلاح وغيره الكثير وهذا كله غير متوفر في الوقت الحالي وبدأت هذه الظاهرة للانتشار من جديد في مدينة حلب وضواحيها”.

و في ظل الغلاء وارتفاع أسعار السيارات والدراجات النارية والكهربائية عاد الناس إلى الدراجات الهوائية التي أصبحت أقل وسائل النقل مصروفاً في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها المواطن.

وبين الحرفي محمود حسيني أن هذه المهنة توارثها عن والده وهو يعمل بها منذ / 28/ سنة ، لافتاً إلى أنها تعد من أكثر المشاريع انتشاراً في الفترة الأخيرة كما أن مشروع تصليح الدراجات يقدم خدمات الصيانة والشراء لذلك يعد من المشاريع المربحة ، وتابع قائلاً أنه تنقل مع والده من باب النيرب إلى الفردوس إلى بستان كليب وعمل في الكثير من المهن ، لكن هذه المهنة فقط هي التي ثابر عليها وأبدع بها .

وبين حسيني أن مشروع محل تصليح الدراجات الهوائية تأتي أهميته كونه أحد المشاريع التي تعتمد على الخبرة، ويمكن البدء فيها بمتطلبات بسيطة، من أدوات الفك والتركيب ولحام الحديد وتحقق أرباحاً وعوائد من أجل عيش العائلة مثل عائلتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال خدمات الصيانة والتصليح، والاعتماد على تأمين قطع التبديل وإعادة صيانة الدراجات القديمة.

يحقق مشروع التصليح دخلاً مرتفعاً ، من خلال عمولة التصليح التي يحصل عليها من الزبائن بالإضافة قد يقوم المحل بشراء الدراجات القديمة وصيانتها بشكل كامل، وإعادة بيعها لتحقيق ربح إضافي، ومنه نجد بأن فكرة المحل من أهم أفكار المشاريع الاستثمارية الصغيرة من خلال الاعتماد على أفضل فنيي التصليح والصيانة.