لكل السوريين

نهر الفـرات وتأثيره على الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين وكافة المبدعين

فوزية المرعي 

فسألتُ نفسي الهائمة : أتمخّضَ الغيمُ عن أملٍ منشود..! ؟..

خَفْقُ جناحيه أجفلَ حراشفَ الماء..

وبعد هنيهة ٍ..انبرى الموجُ أساورَ تدورُ حولَ خاصرة ِالدهشة ..

الشاطئ ُنهضَ وارتقى ليكون بساطاً منسوجاً باخضرار اللحظة ..

النوارس تغردُ وتلتحم ببعضها مشكلةً اسما على صفحات الغروب ..

الشيح ُوالقيصومُ والطرفاءُ والنيتول ُوالصفصافُ وشجرُ الروح..

اشرأبت ْعيونُها لتقرأ أبجدية َالنوارس ..

تنفس الحصى مُسبّحاً بآلاء الموج.!

الفارس ُيهبط ُعلى براق مُجنّح ..

جنحٌ بلون الأرض ..وآخر بلون السماء ..

ابتدرَ ذهولي بمفرداتٍ:

” سبحان من أسرى بك َمن سماءٍ إلى سماء.!

اتقدت الجرأة ُ  إليه بالسؤال…:

هل يلدُ التاريخُ أبطالهُ مرتين أيها الصقرُ الأندلسي ..؟

فافترّ ثغره ُبالجواب مبتسماً ..   :

أنا الصقرُ القرشي وتلك صفة أضافتها إرادة ُالذاتِ للذات….

فانّسلَّ عن جوفي أنينٌ :

تَـبّتْ عُيونك ِ باصرتي إن لم أفُـرِّق بينَ ذا وذاك..!

ولكن لي مَأرَبٌ …أن أُبسملَ.. بـ (أندلس)  فاتحة الوجع التاريخي..!

فأخبرني أيها الفاتح ..

كيف عَبَرتَ الفرات إلى الفرات؟!

أهو الخوفُ يلدُ الجرأة َ..

والجرأة تلدُ المجازفة ..

أم القدرُ أوحى لك لتعتلي صبوات المجد؟

قال: لملمي حروف الماء واقرئيها على عطش ٍ..

وتأملي كيفَ يفورُ النسغُ بجذع ِالصخرِ..

بعذبِ الدمعِ..

وكيف تهمي عيونُ الغيم بشذر الماس على الأوراق…

قلت ُ: دعاني الفراتُ كعاشقةٍ له ..

وأنا مدركة أن للماء ذاكرة تَلِدُ العشاقَ..

ولم يخالجني يوما ً أنّ لها ذاكرة تلدُ الأبطال..!؟

ـ   فهل لي أن أكونك َ..وتكونني …

لنطفئ أسطورة عطش الماء للماء..؟

ونبتكر عشقاً يولد ُمن رحم الموت ويتماهى بنسغ الحياة..؟

ـ قال: كنتها يوماً….وكانتني….!

شهقتُ بصرخةٍ تشبه صرخة الوليد آنَ انفصاله ِعن مشيمته ..

ارتسمتْ الصرخة ُحولي دائرةً باتساع الكون ..

وأنا بوسطها.. كنقطةٍ استكانتْ بغير حرف ..

للحزن قدسيةٌ ..تتوضأ الروح من نهرها في كلّ شهقة ..

فانبرت مآق العشق تذرف ملحاً  أجفل صدر الماء…

فعزف نبضي على أوتار قلبي بلحنٍ  :

مقدسة ٌ كلُّ دموع الحزن ..

ولكن…………؟

انسلّ السيفُ من غمده. ..عربوناً للدهشة.

فتأبطته وشاحاً لوجدي ..

وسَرَتْ في عروقي الأماني..

وباحت بالتبتل أوتارُ نبضي…

أيها المنبجسُ عن مهجة الإله أخبرني :

أآثمة ٌ أنا إذ كابدتُ بالخطى من سرير العشق ..إلى سرير الماء؟

ـ قال: لله درّكِ…..فللعشق  أبجدية لايتقن اللثغ بها

إلاّ من أتقن َفن َالعشقِ والتبتلِ  لإلـــــــهِ المـــــــــــاء…!