لكل السوريين

أسئلة حرجة وإجابات صعبة

حسن مصطفى

أسئلة كثيرة تتلجلج في صدور الكثيرين منا؛ وأقصد بنا نحن سكان منطقة شمال شرق سوريا هذه المنطقة التي تعرضت الكثير من المساومات والمؤامرات والتعديات, في إطار عمليات تصفية الحسابات التي تجري على أرضها بين دول تقع على بعد الاف الأميال منها جغرافياً.

ولكنها ترى في الأرض السورية ملعباً مناسباً تلعب على أرضه لعب السياسة الدولية، ويتم فيها تسجيل النقاط والأهداف بحق بعضهما البعض دون اكتراث لمصير سكان هذا الإقليم الجغرا- سياسي إلهام في المعادلات الدولية.

ومن تلك الأسئلة ما مصير هذا الإقليم؟. وهل سنلعب على أرضه المباريات النهائية للدول؟. وما هو الثمن الذي سيدفعه هذا الإقليم لكي نصل إلى النهائيات؟. وهل سنصل إلى مرحلة الاستقرار والأمان الذي ينشدها سكان هذا الإقليم؟. أم أنه لم يأن الأوان بعد؟!.

وسؤال آخر ما مصير التأمينات التي نتلقاها بين الفينة و الفينة من هذا اللاعب الدولي أو ذاك؟. بخصوص ضمانات الاستقرار والأمان لهذه المنطقة إضافة إلى الوعود الكثيرة، التي أُعطيت للمنطقة من أجل  دعم عوامل الاستقرار والأمان والتنمية فيها بعيدا عن كل المحادثات السياسية.

بحجة أن التجربة التي تطبق الآن في منطقة شمال شرق سورية؛ وأعني بذلك تجربة الادارة الذاتية أثبت نجاحها وثباتها وقد نجحت في كل الاختبارات التي تعرضت لها وكان من تلك الاختبارات إلغاء الدعم عنها لتلجأ لسياسة الاعتماد على الذات.

وقد نجحت في ذلك وهي الآن ماضية في تطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة والصناعة والتجارة والتربية والتعليم والخدمات …الخ.

ومع ذلك جرى وضعها أمام اختبار كان مصيرياً، ألا وهو العدوان التركي في العام 2019 الذي استهدف مناطق الشمال وأدى إلى احتلال منطقتي رأس العين وتل أبيض.

حيث راهن الكثيرون على انهيار منظومة الإدارة الذاتية وانفراد عقد المكونات؛ ولكن المفاجأة كانت أكبر من توقعات أصدقائنا قبل أعداءنا حيث نجحت الإدارة في استيعاب الهجوم التركي ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية في صد الهجوم ومواجهته عسكرياً وتكبيده الكثير من الخسائر.

الأمر الذي جعل الكثيرون يعيدون النظر في حساباتهم وبما يعزز الثقة والمصداقية لمشروع الإدارة الذاتية، التي أصبحت اليوم وأكثر من أي وقت مضى الرقم الصعب في معادلات المنطقة والتي لا يستطيع أحد أن يتجاهله أو يقفز من فوقه.

وبهذا ندرك أن كل الأسئلة  المحقة التي يطرحها أبناء المنطقة سيكون الإجابات عليها من خلال مستويات وحجم التواصل السياسي والدبلوماسي، الذي يجري يومياً بين دول العالم المختلفة، ومنطقة الادارة الذاتية ممثلة بمظلتها السياسية مجلس سوريا الديمقراطية وذراعها العسكري قوات سوريا الديمقراطية.

التي أثبتت أنها قادرة على فرض قرارها وإرادتها ولما يحقق أهدافها ومشروعها الديمقراطية، الذي أمسى اليوم مشروع يجب أن يحتذى في كثير من المناطق السورية.