لكل السوريين

علي بابا والأربعين حرامي!

أحمد الابراهيم

في ذكرياتنا الناعمة هنالك قصة شاهدناها في شاشات التلفاز كنت تتمحور حول الشاب القوي الأمين وعراكه مع الأربعين حرامي، الذي كانوا يتصفون بالدموية وقلة الأخلاق وبيع الضمير.

ولم نكن نتوقع أن تتماشى هذه القصة معنا ونرى ذات يوم واقع يشابهها، ولكن للأسف شأت الأقدار أن نجد واقع هذه القصة في حياتنا، ولعل من أقرب القصص التي نعيشها في ظروفنا الحالية هي قصة الخدمات المقدمة للأهالي، ولعل خدمة الكهرباء أكثر تطابقا من غيرها.

وسنسرد قصة الكهرباء في مدينتي المدمرة على شاطئ الفرات؛ لعل الكهرباء لهذه اللحظة لم يستقم أمرها والأسباب كثيرة.

وتبدأ القصة من بداية الأزمة السورية حيث لاحظنا بداية سرقة المستودعات التي كانت تحتوي الكثير من الكابلات النحاسية، والتي كانت تسد العوز وتصلح الأعطال وتهريبها إلى خارج سوريا إلى الدولة التركية، التي كانت بهيئة ذئب يرتدي جلد خروف وديع.

ولم تكن هذه الفترة تنتهي إلى أن بدأت الحرب ضد داعش وهذه الحرب خلفت ما خلفت من الدمار، والذي طال كل شيء ولكن؛ مع هذا الدمار كان الذين لا يملكون ذرة من الإنسانية يقفون على أبواب المدينة لسرقة كابلات الكهرباء والمحولات وما تبقى من شبكة الكهرباء.

ولم تتوقف الأمور إلى هذا الحد بل لاحظنا تشكل لجنة الكهرباء والتي تنادي بتقديم الدعم لهذا القطاع الخدمي وكانت تصريحاتهم دائما بحجم الاحتياج الشديد لهذا القطاع، وما تطلبه تقديم هذه الخدمة من حجز من موازنات مالية وفي كل دقيقة تأخير كنا نلحظ سرقة جديدة في شبكات الكهرباء.

وهذا الحال جعل المدينة بدون هذه الخدمة خلال ثلاث سنوات مضت؛ ولكن “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” إلى أن وقعوا المخططون في شر أعمالهم وتلبية من الله لدعاوى الفقراء والمساكين، حيث تم إلقاء القبض عليهم وتغريمهم تلك الأموال التي نهبوها وكان السواد يملئ وجههم، التي لم تلقي بالاً لمن قتلوا ودمرت بيوتهم وفي قارعة الطريق تناثرت دمائهم.

ومع كل ما ذكرت لم تنته قصة الكهرباء وعراكها مع الفساد وبعد تشكل طاقم إداري جديد لخدمة الأهالي بشكل أفضل من سابقيهم، إلا أنهم لم يجدوا يد العون من أغلب الأهالي وهذا الأمر زاد من معاناتهم وأثقل كاهلهم في العمل فهم وضعوا خطة بتقديم عشرة أمبيرات لكل منزل.

وهنا يقع على ربّة المنزل أن تحسن التقنيين وكيفية التصرف بهذا الكم الكهربائي، وفي حال الالتزام من قبل الأهالي ستبقى الكهرباء تغذي المدينة، وحجم الأعطال يصل للصفر، وتستطيع الورش استكمال المهمة في إيصال الكهرباء لكل منزل منازل مدينة الرقة.

ولكن الفساد المجتمعي هذه المرّة كان هو السبب حيث لم يكتفِ الأغلبية بالعشرة أمبيرات، وقاموا بالتوصيل المباشر، وهدر المخصص من الطاقة الكهربائية للمدينة، وهذا تسبب في حرق للقواطع وأعطال في المحولات الكهربائية والكثير و الكثير من المشاكل الفنية.

وإني لأسمع نداء الكهرباء من بعيد أبعدوا الأربعين حرامي عني أفيقوا أيها الناس، فأنا لخدمتكم ولتحسين واقع حياتكم فلا تستمروا في التخريب ويعود الناتج السلبي عليكم بالدرجة الأولى ويسوء وضعكم أكثر فأكثر.

أفلا تعقلون؟!.