لكل السوريين

ضغوطات الحياة تطال العلاقات الزوجية لدة أهالي حمص

أثرت الأوضاع التي تمر بها سوريا على الأوضاع المعيشية للأهالي في حمص، كذلك غلاء الأسعار الذي ضرب جميع مناح الحياة للأهالي، وبات يلازمهم في حياتهم.

وطال الوضع المعيشي وغلاء الأسعار حتى تلك الأمور الدقيقة، وتعود اللامبالاة عند بعض الأزواج إلى نسيان المناسبات الخاصة فيما بينهم، لتلك الأوضاع.

وربما هو ليس تقصيراً وإنما هو إهمال متعمد من أحد الزوجين، متخذين من الظروف أعذاراً، والتي تؤدي لاحقاً إلى فتور المشاعر بين الزوجين، وبالتالي خلافات مجهولة الهوية، فمنهم من يوجه أصابع الاتهام إلى قلة الحيلة بالرغم من أن المشاعر مازالت موجودة إلّا أن مشاغل الحياة فرضت وجودها رغماً عنهم فجعلتهم ينسون.

وهناك بعض الأزواج اهتموا سابقاً بالمناسبات الخاصة، من عيد زواج, وعيد ميلاد نصفه الآخر أو ربما يكون عيد الحب, ومنهم من لم يهتم ويتذكر أساساً, ويعود الإهمال عند بعض الأزواج لمشاعر من يحبون.

لهداية الحب أهمية كبيرة في حياة الأزواج رغم قول بعض الناس إنها عادات دخيلة على مجتمعنا، إلا أنها تعتبر عادات رائعة، تعبر عن الاهتمام وعدم الإهمال بالنسبة للأزواج، وتقوي من أواصر العلاقة، وفق أزواج.

ونظراً لدور الاهتمام في العلاقات يجب على الأزواج الحذر من الاستهتار بتوقعات زوجاتهم، عن كيفية التعامل مع تلك المناسبات، وربما ينظر البعض لتلك المناسبات على أنها شيء ثانوي جداً وغير مهم أيضاً وتعد ترهات، وهنا تكمن المشكلة، حيث أن إهمال الزوج لهذه المناسبات لا يمر على الزوجة مرور الكرام، وإن كانت لدى الزوج ظروف تمنعه من إحضار هدية لزوجته أو قضاء هذه المناسبة معها بشكل خاص فيجب عليه أن يتحدث معها ويبرر لها تقصيره، كي لا تصاب بالإحباط.

فالهدية وسيلة فعالة للغاية من وسائل التعبير عن الاهتمام ومدى أهمية وجود الشريك في حياة شريكه، كما أن لها تأثيراً قوياً على العلاقات الاجتماعية والزوجية بشكل عام، فكيف إذا كانت تلك العلاقات لإحياء وإنعاش الحياة الزوجية التي تكبلها الظروف والروتين ما بين العمل والواجب والأطفال والمناسبات العائلية وغيرها, صحيح أن الهدية ليست بقيمتها المادية وإنما المعنوية إلا أنه هناك أزواج لا يهتمون، متناسين أن وقع الكلمات له تأثير كبير في نفوس زوجاتهم تفوق الهدية والمناسبة بحد ذاتها، فهي في معظم الأحيان تجبر القلوب وتغذي الروح التي ترهقها فوضى الواجبات وتبقى بقيمتها المعنوية والغاية إدخال السعادة والفرح إلى قلب الشريك.

لكن يجب عدم اختزال قيمة الحب في يوم وحيد من العام ليكون معياراً للحكم على مدى حب ورومانسية شريك الحياة، فالأفضل للزوجة أن تكون أكثر حكمة وعقلانية وأن تبحث في شريكها عن إيجابياته، فالحب يدوم طوال العام وليس ليوم واحد من العام, فالعلاقة الزوجية لا تحتاج هدية لتعزيز العلاقة لكن ذلك لا يعد مقياساً ثابتاً ويختلف تأثيره من شخص إلى آخر، والكثير من الأزواج يتجاهلون أثر الهدية بعد الزواج من دون أن يدركوا أهميتها بتغذية المشاعر، والهدية مهمة ومطلوبة من الناحية النفسية، لكونها تعبر عن التودد والعاطفة حتى لا تصبح الحياة رتيبة.