لكل السوريين

الرهائن في غزة.. بين مطرقة التعنت الصهيوني وسندان بروتوكول هانيبال

يشهد الشارع الإسرائيلي جدلاً حول العلاقة بين هدفي الحرب المعلنين، تدمير حماس واستعادة الأسرى والمخطوفين، في ظل ضبابية موقف الحكومة الإسرائيلية، حيث يعلن نتنياهو رفضه لوقف إطلاق النار على غزة قبل إطلاق سراح الرهائن، ويؤكد وزير الأمن الإسرائيلي على أن الهدف الأول للحرب هو تدمير حماس، ويضع الناطق العسكري باسم الجيش إعادة المخطوفين في ذيل قائمة الأولويات بقوله “إننا في مرحلة جديدة، توسيع العملية البريّة من أجل تفكيك حماس، وتأمين الأمن في الحدود، واستعادة المخطوفين”.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تشهد حالة من التخبط، فمن المشكوك فيه أن تتمكن خلال اجتياحها لقطاع غزة من تدمير حماس والإفراج عن الأسرى، في ظل التخوف من أثمان ذلك من ناحية عدد الجنود القتلى، واحتمال اشتعال جبهات أخرى، وتدهور الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير، وتصاعد الغضب العالمي بما في ذلك العواصم الغربية.

ومن غير المحتمل أن تستطيع إسرائيل التراجع عن أهدافها المعلنة بعد ضربة طوفان الأقصى التي أصابت هيبتها وثقة مواطنيها بمستقبل الحياة فيها.

ولذلك، من غير المستبعد أن تعمل على تصعيد التهديد، وتحويل سماء غزة إلى جحيم، وتدمير منازلها ومنشآتها، وارتكاب المجازر بين المدنيين في القطاع عوضاً عن الحسم العسكري، بانتظار مبادرة خارجية تهدف إلى إيجاد حل يساعدها على الخروج من أزمتها المتفاقمة.

حماس مستعدة للتبادل

أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس غازي حمد أن الحركة على استعداد لإطلاق سراح 240 أسيراً إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأعلن رئيس حماس في غزة يحيى السنوار أن الحركة جاهزة فوراً لهذه الصفقة، وقال في أول تصريح له منذ بدء معركة طوفان الأقصى، “جاهزون فوراً لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون العدو الصهيوني مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة”.

ودعا الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى لتكون في حالة انعقاد دائم، وإعداد قوائم بأسماء الأسرى والأسيرات لدى الاحتلال دون استثناء تحضيراً لمستجدات المرحلة القادمة.

وجاء تصريح السنوار بعد قليل من إعلان المتحدث باسم كتائب القسام أن اتصالات جرت في ملف الأسرى وكان هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن العدو ماطل.

وأكد أبو عبيدة في كلمة مصورة أن العدد الكبير من أسرى العدو لدينا ثمنه تبييض كل السجون من الأسرى كافة، وأضاف “إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة فنحن مستعدون، وإذا أراد مسارا لتجزئة الملف فمستعدون أيضا”.

مزاعم الإرهاب النفسي

رداً على بيان السنوار، وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداد حماس للإفراج عن الأسرى بأنه “إرهاب نفسي بشكل ساخر لممارسة الضغط”.

وقال هاغاري في مؤتمر صحفي “ما قام به السنوار إرهاب نفسي، لا يوجد أي عرض على الطاولة بخصوص الأسرى، والسنوار لا يمكنه إصدار بيانات، يتحدث بواسطة آخرين، حماس لا تقيم اتصالات دون وساطة مع إسرائيل، وسنواصل كل الجهود، المدنية والاستخبارية، لإعادة المختطفين”.

وأضاف أنهم أبلغوا عائلات 230 مختطفاً أن أبناءهم محتجزون لدى حماس في غزة، وأشار إلى أن الرقم يتغير ويجري تحديثه باستمرار.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد أن مجلس الحرب في الحكومة بحث إمكانية إبرام اتفاقية تبادل تشمل كافة الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه قال إنه لن يناقش ذلك علانية.

وفي السياق ذاته، أعلن ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين دعمهم لإبرام اتفاقية تشمل تبادل كافة الأسرى من الطرفين.

صفقة متعثرة

دعا محللون إسرائيليون إلى الموافقة على صفقة تبادل الأسرى مع حماس، ودعت قيادات عسكرية سابقة إلى مبادلة الرهائن بكافة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ودعا وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز إلى الإفراج عن ستة آلاف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال مقابل 229 من الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس.

وأكد شالوم بن حنان، الذي كان موظفاً رفيعاً في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أن حماس ستفعل كل ما بوسعها لإنجاح إدارتها للمعركة مستغلة “الكنز” الذي تملكه، وهو العدد الكبير من المحتجزين لديها من الإسرائيليين، وأنها ستحرص على حياتهم بكل ثمن لتحقيق أهدافها من أسرهم في مراحل لاحقة، ودعا إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع حماس.

ولكن نتنياهو أعلن أن إسرائيل لن توافق على أي وقف لإطلاق النار مع حركة حماس قبل إطلاق سراح الرهائن، بما يشير إلى توجّه حكومته نحو تفعيل خيار “بروتوكول هانيبال” الذي يسمح لجيش الاحتلال بقتل الأسرى الإسرائيليين ولو كان ذلك عبر قصف مواقع تواجدهم.

وهو ما يتم تطبيقه الآن فيما يبدو، ويؤكد ذلك ما أعلنته كتائب القسام عن مقتل أكثر من خمسين من الأسرى والمحتجزين بسبب قصف الجيش الإسرائيلي لهم.