لكل السوريين

صناعةُ الحرير في حماة.. مطالبٌ ملحّة ووعود آجلة!

حماة/ حكمت أسود

تعتبر بلدة دير ماما الواقعة في ريف حماة الغربي واحدة من أشهر البلدات السورية التي كان معظم سكّانها قبل الحرب يعملون في مرحلة من مراحل صناعة الحرير، وتُعد مقصداً لعشّاق الحرير الطبيعي.

وكانت المجموعات السياحية تشكل أبرز أسواق التصريف لمنتجات الحرير الطبيعي، إلا أن ظروف الحرب جعلت عشرات الأقمشة المكدسة فوق بعضها البعض، وجعلت الحرير من الكماليات قياساً بواقع الأزمة التي نعيشها، وحال ارتفاع ثمنه دون الإقبال على شرائه.

إذ إن الحرفة كانت أشبه “برجل مريض” كان يأمل أن يتماثل للشفاء، لكن جاءت الحرب وأطلقت رصاصة الرحمة على صانعيها قبل أن تطلقها على هذه الحرفة، وأصبح العاملون في هذه الحرفة يقاتلون وحدهم من أجل إحياء هذه المهنة.. بعدما باتت ميتة سريرياً، بحاجة يد السماء أن تمتد إليهم لتنقذها.

ويعد مركز الكفير في منطقة مصياف التابع لمديرية زراعة حماة الوحيد حالياً الذي يتم فيه تربية دودة القز (الحرير).

وأشارت مصادر في دائرة وقاية النبات إلى أنه يتم متابعة تشجيع عودة المربين إلى العمل من خلال تأمين مستلزماتهم وبخاصة (بيوض الحرير) وتقديمها مجاناً لاستكمال عمليات التربية التي تستغرق حوالي الشهر، وزيادة غراس التوت حيث تم فعلاً مؤخراً زراعة /30/ ألف غرسة في مناطق التربية.

وأكدت مصادر الدائرة أنه يتم دعم المربين بمبلغ ألفي ليرة فقط عن إنتاج كيلو غرام شرانق، وبينت تلك المصادر أن أدوات التربية لا تزال بدائية وتتم في منازل العائلات وتحتاج هذه المهنة إلى مساحة بناء أكبر

ويطالب المربون بضرورة دعمهم بقروض لشراء معدات للتربية وآلات حديثة من أجل حل ونسج الحرير والتوسع في مساحة التربية كون الغرف التي تتم فيها عمليات التربية صغيرة وضرورة زيادة الدعم الحكومي لهم ليكون 7 آلاف بدلاً من ألفي ليرة والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية وتشجيع السياحة كون منتجي الحرير يعتمدون على السياح في بيع الإنتاج لبيع منتجاتهم.

بدوره عبّر أحد المربين بقوله بأن المشكلة تتلخّص في عملية التصريف والتسويق، فثياب الحرير ليست أولوية اليوم بالنسبة إلى السوريين، مضيفاً أنه قبل الحرب كان السياح يستهلكون الجزء الأكبر من الإنتاج، وكنا نصدّر كميات كبيرة إلى لبنان والخليج العربي.

بينما أشارت زوجته التي وضعت شالا من الحرير الأبيض على كتفيها بحزن، إلى كرم التوت الصامد قرب منزلها، موضحة “وحدنا نحن الذين لا نزال نزرع التوت، لكننا هذه السنة أطعمنا ورقه للماعز بدل ديدان القز”.

وانعكس تدهور القطاع السياحي بشكل سلبي على الصناعات التقليدية والحرفية في سوريا، حيث كانت السياحة تشكل ما نسبته 12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي قبل أن تتوقّف تماماً جراء الحرب وعدم محاولة الجهات الحكومية إحياء هذا المجال.