لكل السوريين

زراعة حماة تشجع مزارعون على زراعة الشوندر السكري

حماة/ جمانة خالد

تشتهر منطقة سهل الغاب بإنتاج الشوندر السكري على مستوى سوريا، نظراً لوفرة المياه فيها وخصوبة تربتها، إلّا أنّ سنوات الحرب انعكست سلباً عليها، وقبل بدء الحرب في البلاد، وكانت تدر عليه أرباحاً كبيرة على المزارعين.

ويضم سهل الغاب ناحيتين أساسيتين لزراعة الشوندر، وهما ناحية قلعة المضيق وتمتد من مدينة قلعة المضيق جنوباً حتى بلدة الحواش شمالاً، وناحية الزيارة في القسم الشمالي وتمتد من قرية القرقور شمالاً حتى قرية العمقية جنوباً.

وأطلقت مديرية الموارد المائية بحماة دفعة جديدة من مياه الري من سد محردة لتأمين المياه اللازمة لزراعة محصول الشوندر السكري سيما بمنطقتي محردة والغاب.

ويحتاج الشوندر لرعاية كبيرة على عكس المحاصيل الأخرى، إذ يحتاج لكميات كبيرة من المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية، والتي باتت أسعارها مرتفعة جداً، وبحسبة بسيطة، يرى المزارع أن تكلفة الدونم الواحد اليوم باتت تزيد عن مليون ومئتي ألف في حين أن سعره في موسم الحصاد لا يتجاوز الـ 700 ألف ليرة.

وأجبر ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية والأسمدة والمحروقات، مزارعو على الانتقال إلى زراعات أقل تكلفة، كالزراعات التي تتحمل العطش، وبعض أنواع الخضراوات الشتوية التي تعتمد على مياه الأمطار.

واستغنى مزارعون عن زراعة الشوندر التي كانت وعلى مدى أكثر من 25 عاماً مصدر دخله الأساسي، شأنه في ذلك شأن الكثير من المزارعين في المنطقة، والتي تعتبر بأنها من مناطق الاستقرار الأولى والمناسبة لزراعة الشوندر السكري علاوة أن الأرض خصبة.

وخصصت هيئة تطوير الغاب، مساحة 1392 هكتارا لزراعة محصول الشوندر السكري للعروة الخريفية منوها ببدء أعمال الزراعة مع مباشرة فروع المصرف الزراعي ببدء عمليات تمويل المحاصيل الشتوية مشيراً إلى أن مناطق الزراعية الاساسية تتركز في مناطق سلحب وعين الكروم وجب رملة ومحردة.

وستعمل على توفير الأسمدة اللازمة لأعمال الزراعة سيما بعد توزيع البذار من قبل فروع المصرف الزراعي منوهين أن محصول الشوندر السكري من المحاصيل المهمة التي تشتهر بها منطقة الغاب وأن عودة هذه الزراعة ستكون لها نتائج مهمة لأهالي المنطقة إضافة إلى إعادة تشغيل معمل شركة سكر تل سلحب من جديد الموسم الحالي .

ويأمل المزارعون بتوفير البذور الجيدة، بعد أن كانت البذور السيئة أحد الأسباب الأخرى التي أجبرت المزارعين على العزوف عن زراعة الشوندر، وكانت الحكومة السورية تستورد البذار البلجيكية والألمانية ووحيد الجنين، وكان يزرع على عروتين عروة خريفية تزرع في كانون الأول وعروة ربيعية تزرع في شهر شباط.

وفي السابق، كانت منطقة سهل الغاب تزرع نحو 20 بالمئة من الخطة الزراعية المقررة لكل عام، وكان يقدر إنتاج الدونم الواحد بنحو 10 أطنان، وما كان يزيد عن الخطة السنوية إما يتم تسويقه لمعامل أخرى أو يضمن للأغنام.

وساهم إعادة تفعيل شركة السكر في سلحب بإعادة زراعة الشوندر السكري في حماة بعد عزوف المزارعين عنا لسنوات رافقت الحرب وأعقبتها بقليل.