لكل السوريين

على أمل وضع حد للحرب في اليمن.. تمديد للهدنة.. ومقترحات لفتح الطرق تدريجياً

خلال النقاشات التي استؤنفت في العاصمة الأردنية بين وفدي الحكومة اليمنية وأنصار الله الحوثيين، وعلى ضوء تلك النقاشات، قدم المبعوث الدولي إلى اليمن للطرفين مقترحاً منقحاً لإعادة فتح الطرق تدريجياً في تعز ومحافظات أخرى.

وحسب المبعوث الدولي، يدعو المقترح الجديد لإعادة فتح الطرق من تعز وإليها، إضافة إلى فتح طرق رئيسية في مناطق أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع الضرورية إليهم.

واعتبر المبعوث هذا المقترح خطوة أولى في الجهود الرامية إلى رفع القيود عن حرية حركة اليمنيين من نساء ورجال وأطفال داخل البلاد.

وحمّل الطرفين “المسؤولية الأخلاقية والسياسية للتعامل بشكل جاد وعاجل مع مقترح الأمم المتحدة وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين والتوصل إلى نتائج مباشرة وملموسة لسكان تعز والشعب اليمني ككل”.

وأعرب عن أمله في أن يحافظ المقترح على الزخم المطلوب للمضي قدماً في النقاشات حول ترتيبات أكثر استدامة ضمن عملية الأمم المتحدة متعددة المسارات.

فتح طرق في تعز

وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت قبل استئناف جولة المحادثات الثانية في عمان، عن البدء بفتح طرق إلى مدينة تعز التي تفرض عليها الجماعة حصاراً خانقاً منذ سبع سنوات، مما تسبب في عرقلة مقومات الحياة في المدينة المكتظة بالسكان والخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.

وقالت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون إن سلطات الجماعة في تعز باشرت برفع الحواجز الترابية عند الضواحي الشمالية لمدينة تعز تمهيداً لفتح طريق بطول 12 كيلو مترا.

وقال محافظ تعز، إن الطريق التي سيتم فتحها ستعمل على تخفيف معاناة المواطنين، خاصة المرضى والمواطنين الداخلين والخارجين للمحافظة.

وركزت جولة المحادثات الثانية المباشرة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في العاصمة الأردنية برعاية الأمم المتحدة، على فتح المعابر والطرق في تعز ومحافظات أخرى، بموجب إعلان اتفاق الهدنة الإنسانية التي وافق الطرفان على تمديدها لشهرين إضافيين.

وأعلنت الأمم المتحدة عن توافق بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين حول اقتراح إعادة فتح الطرق والمعابر بشكل تدريجي في مدينة تعز ومحافظات أخرى، بموجب اتفاق الهدنة.

خرق الهدنة وتمديدها

وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مفاعيلها، ورحب المبعوث الدولي إلى اليمن باستجابة أطراف النزاع لاقتراح الأمم المتحدة الرامي إلى تجديد الهدنة السارية.

وشمل اتفاق التمديد السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان مفتوحاً لرحلات المساعدات فقط منذ 2016، مما شكل بارقة أمل نادرة خلال مسيرة الحرب المدمرة.

ومع أن الهدنة كانت أول توقف فعلي للقتال خلال سنوات الصراع في البلد المعدم اقتصادياً، ورغم أنها استطاعت خفض مستوى الصراع بشكل كبير، وقعت حوادث قتل وانتهاكات لوقف إطلاق النار، وتبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون الاتهامات بارتكاب آلاف الخروقات منذ بدء سريانها.

وأعلنت مسؤولة بالأمم المتحدة عن مقتل 19 مدنياً، في اليمن خلال سريان الهدنة، بينهم ثلاثة أطفال.

وقالت المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في المنظمة، إن معظم الضحايا الذين سجلوا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ قتلوا بانفجار ألغام أرضية وعبوات من بقايا الحرب.

لكنها أوضحت أن ثلاثة منهم قتلوا بنيران قناصة في تعز والضالع، وأصيب شخصان بجروح خطيرة بنيران قناصة أيضا.

كما وثقت المنظمة إصابة أربعة مدنيين بطائرة مسيرة مسلحة، وإصابة 32 مدنياً آخرين خلال شهري الهدنة.

يذكر أن الحرب في اليمن مستمرة منذ عام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

وتسبّبت هذه الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر، أو بسبب تداعياتها، وفق تقارير الأمم المتحدة.

ويأمل اليمنيون بوضع حد لهذه الحرب المدمرة، لكن مؤشرات التفاوض القائم بين الحكومة والحوثيين لا توحي بقرب التوصل إلى سلام دائم.