لكل السوريين

ثورة جياع تكاد تنفجر في شمال غرب سوريا وسببها الليرة التركية

إدلب/ عباس إدلبي  

تشهد مناطق وأرياف شمال غربي سوريا سخط شعبي واضح من جراء تدهور الوضع المعيشي، بعد الانهيار الأخير لليرة التركية “المفروضة” في شمال غربي سوريا، والذي أثر بشكل كبير على سبل الحياة في إدلب وعموم مناطق سيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي.

وخسرت الليرة التركية الكثير من قيمتها في الأسواق العالمية، حيث وصل سعر صرف الدولار الأمريكي لـ 13 ليرة تركية، ما أدى إلى غضب المواطنين الأتراك، والسوريين في المناطق المحتلة، باعتبار أنهم مجبرون على التعامل بعملة الاحتلال التركي.

ويفرض كلٌ من “هيئة تحرير الشام الإرهابية ومرتزقة الجيش الوطني” على المواطنين في المناطق المحتلة التعامل بالليرة التركية.

وما زاد الوضع المعيشي تعقيدا، الانهيار المستمر لليرة، والتي تأثرت بفعل السياسات الخاطئة التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية مع دول الجوار والمنطقة ككل، ما دفع الدول العالمية لفرض عقوبات على تركيا انعكست على كل من يتعامل بالليرة التركية.

وفي سوريا، خرجت مظاهرات حاشدة نددت بالغلاء الفاحش للأسعار، وخاصة المواد الأساسية من محروقات وخبز وغيرها، في حين ذهب البعض لاعتبارها بأنها ثورة جياع.

مأمون الشيخ، خبير في الشؤون الاقتصادية، يقول “أي خطوة أو قرار يهمش به المواطن ولا يأخذ برأي الشارع ولا يصوت عليه هو قرار فاشل مهما كان ناجحا في بدايته، وتتحمل الحكومات سبب فشله كما هو الحال في إدلب، حيث فرضت حكومة الإنقاذ الليرة التركية، ضاربة بعرض الحائط رأي المواطن، ومتجاهلة أثارها السلبية”.

ويضيف “انهيار الليرة التركية أضر كثيرا بالأهالي في شمال غربي سوريا، وبالأخص العوائل النازحة والفقيرة، ناهيك عن أن التجار استغلوا انهيار الليرة ليضاعفوا الأسعار عشرات المرات، يجب على حكومة الإنقاذ فك الارتباط بالتعامل بالليرة التركية، والعودة للعمل بالليرة السورية لأن الليرة التركية مرتبطة بسياسات حزب العدالة والتنمية، ولا دخل لنا بما يحدث في تركيا”.

ويتابع “لا نملك رصيدا من القطع الأجنبي كي نستطيع أن نقاوم تخبطات الليرة التركية، وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن الإنقاذ ستشد ثورة جياع، وستكون تركيا المستهدف فيها”.

أحمد، ناشط إعلامي أشار إلى أن المظاهرات في إدلب ستستمر حتى يتم فك الارتباط بالعملة التركية، والعودة لتداول العملة السورية، الحكومة التركية أفقرت الشعب السوري وسلبت منه أمواله، حسب ما قال.

وفي جولة على الأسواق لاحظنا الارتفاع المخيف بالأسعار وخاصة الأساسية، حيث سجل سعر كيلو الشاي نوع أول 100 ل.ت، وكيلو السكر 10 ل.ت، وكيلو الأرز 12 ل.ت، أما أسطوانة الغاز المنزلي 159ل.ت، وليتر المازوت المستورد 12 والبنزين 12، أما ربطة الخبز وزن 600 غ بسعر 3.5 ليرة تركية.