لكل السوريين

للمرة الخامسة على التوالي.. السويداء تواصل احتجاجها السلمية

واصل ناشطون من السويداء احتجاجهم السلمي في ثاني اعتصام لهم هذا العام، والخامس على التوالي.

ورفع المحتجون خلال وقفتهم السلمية لافتات حملت شعارات تراوحت بين المطالب السياسية، والمطالبة بأبسط حقوق المواطنين في الحياة الحرة الكريمة دون عوز أو إذلال.

ومن أبرز ما كتب على هذه اللافتات “نعم لسورية حرّة موحدة مستقلة، لا للسلاح.. لا للعنف.. لا للتخريب، لا لقمع الحريات.. لا للاستبداد السياسي”.

وأشارت اللافتات إلى أن “الكرامة ليست محل تفاوض”، وأكدت أن “الوجع السوري واحد”.

واختتم المعتصمون وقفتهم التي شهدت إقبالاً شعبياً كبيراً، ببيان ألقاه أحد المحتجين وقال فيه أن “الحراك المدني السلمي هو سبيلنا إلى الحرية والكرامة وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات وسيادة القانون”.

ودعا المحتجين إلى الاستمرار في الاعتصام الرمزي الذي تم كل يوم اثنين منذ أسابيع عدة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والأمنية والسياسية في المحافظة.

وحشد حزب البعث أعضاءه وأنصاره والموالين له في الساحة التي اعتصم بها المحتجون، في محاولة اعتبر المحتجون أنها تهدف إلى إفشال الوقفة الاحتجاجية من خلال التشويش عليها.

دعوة لاستئناف الاحتجاجات

‏وكان نشطاء الحراك السلمي في محافظة السويداء، قد جددوا دعواتهم لاستئناف الوقفة الاحتجاجية تحت شعار لن نصالح، في ساحة الكرامة وسط المدينة، من الساعة الثانية عشرة حتى الواحدة ظهراً، وهو ما دأب عليه العشرات من أبناء المحافظة منذ الشهر الماضي، للتعبير عن مطالبهم بضرورة التغيير السياسي، وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للسوريين.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تدوينة لنشطاء من الحراك جاء فيها “سلاماً على سوريا، على العاشقين الحياة، على الإنسان ولد حراً وكريماً، إخوتكم واصدقاؤكم في الحراك السلمي المدني يجددون الدعوة إلى الاعتصام في ساحة الكرامة، في مدينة السويداء يوم الاثنين 9/1/2023.

وأضافت التدوينة “الدعوة مستمرة للجميع، لنقف أبناء بلد واحد لأجل مطالبنا المحقة والشرعية، تحية إلى الساحات التي تتآخى في الهم والمصير، الرحمة لأرواح الشهداء، وعاشت سوريا حرة موحدة”.

محاولة للتشويش

استبق حزب البعث اعتصام الاثنين بالدعوة إلى وقفة احتجاجية على العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على شخصيات وكيانات سورية.

ووجه الحزب دعوة لأنصاره للتجمع في ساحة الكرامة والمطالبة برفع هذه العقوبات.

وتجمع العشرات من أعضاء الحزب وأنصاره والموالين له أمام مدخل مجلس مدينة السويداء، ولكن هتافاتهم تمحورت حول الإشادة  بالنظام ورموزه.

وأثار تزامن الوقفتين في نفس المكان، حفيظة المعتصمين الذين اعتبروا أنه جاء لاستفزازهم، والتشويش على احتجاجاتهم.

ومع ذلك لم تحدث استفزازات إلا في حالات قليلة، حيث انتهت الوقفتان دون احتكاك يذكر.

وقال ناشط من المحتجين في المحافظة إنهم لن ينجروا وراء محاولات الاستفزاز، وأضاف “اعتصامنا سلمي وسيبقى كذلك، ولن نتخلف عنه في كل يوم اثنين، ولدينا آمال بانضمام محافظات سورية أخرى إلينا، لأنه السبيل الوحيد لإحداث التغيير المنشود”.

وأشار إلى أن معظم المناطق السورية تعيش أوضاعاً مأساوية بحيث “لم يعد لدى الحكومة ما تقدمه للشعب حيث لا محروقات ولا كهرباء ولا خدمات، ولا تلوح في الأفق أي حلول”.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت منذ مطلع العام الماضي، حراكاً شعبياً متصاعداً احتجاجاً على تردي الأحوال المعيشية للسكان في هذه المحافظة التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة مثل معظم المناطق السورية.

وتطور الحراك إلى مطالب سياسية حيث طالب المحتجون بالتغيير السياسي في البلاد، وقوبلت احتجاجات السويداء التي اندلعت خلال الشهر الماضي بحملات دعائية وإعلامية مضللة تهدف إلى تشويه هذا الحراك، والتحريض على قمع المحتجين والتعامل معهم بعنف، ووصف الإعلام الرسمي المتظاهرين بالخارجين عن القانون.