لكل السوريين

شتاء من دون تدفئة ينتظر سكان حمص

حمص/ بسام الحمد 

تكثر الخيارات أمام “عمار” لاعتماد وسيلة تدفئة ترد عن عائلته برد الشتاء، ولكن جميعها تفوق قدرته المالية، ويبدو أن سكان حمص مقدمون على شتاء بارد بعد غلاء المازوت، والحطب، والغاز، وغياب الكهرباء.

يحتاج المنزل في مدينة حمص وريفها إلى ثلاثة أطنان من الحطب للتدفئة شتاء على أقل تقدير، في وقت وصل فيه سعر الطن “الناشف” إلى 500 ألف ليرة سورية.

وتحتاج العائلة التي تختار التدفئة على المازوت إلى 500 ليتر كحد أدنى، بحسب ما أوضحه الشاب عمار (35 عامًا) من سكان تلبيسة.

وقال الشاب، الذي يعول عائلة مكونة من ستة أفراد، إنه لم يؤمّن وسيلة تدفئة حتى الآن، لأن مقدرته المالية لا تسمح له بشراء الحطب أو المازوت.

ويبلغ سعر ليتر المازوت على “البسطات” في حمص 3700 ليرة سورية، ما يعادل نحو دولار واحد.

من جهتها، استبعدت شيرين، وهي من سكان تلدو، خيار تركيب مدفأة حطب لتكلفة الحطب المادية، وحالتها المرضية التي تستوجب عدم تعرضها للأدخنة.

ولذلك قررت تركيب مدفأة مازوت مستفيدة من المازوت المدعوم، بحسب قولها، مشيرة إلى أنها ستشتري المازوت بالليتر حسب مقدرتها المادية بعد نفاد مخصصاتها.

مخصصات الحكومة لا تكفي شهرًا

حددت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية 200 ليتر حصة لكل عائلة سورية، توزع على أربع دفعات كل دفعة 50 ليترًا، ولا تُوزع الدفعة قبل الانتهاء من الدفعة التي قبلها.

وفي 11 من تموز الماضي، رفعت الحكومة السورية سعر ليتر المازوت المدعوم بنحو 178%، ليصبح 500 ليرة سورية بعد أن كان 180 ليرة.

شيرين أوضحت أن المخصصات كانت تُوزع خلال الأعوام الماضية على دفعة واحدة أو دفعتين، وكانت الدفعة الثانية تُسلّم في آذار أي مع نهاية فصل الشتاء.

وأضافت أن المواطنين كانوا يتسلّمون المخصصات بسعر 200 ليرة لليتر، بينما يكلّف الليتر في العام الحالي 600 ليرة مع أجرة توصيله إلى المنزل.

ولم تعوّل “أم أمجد”، من سكان باب عمرو، على الكميات المدعومة، إذ اعتبرت أن روتين مؤسسات الدولة يؤخر التسليم، وتوقعت أن تستفيد عائلتها من دفعة واحدة فقط.

وقالت، إن كمية المخصصات البالغة 200 ليترلا تكفي لتدفئة عائلتها مدة شهر ونصف مع التقنين.

وعن إمكانية الاعتماد على الكهرباء، أضافت السيدة أن التيار الكهربائي يصل ثلاث ساعات في اليوم ويكون ضعيفًا، ولا يمكن الاعتماد عليه أبدًا.