لكل السوريين

التسويق الإلكتروني.. فضاء يجذب السوريات

تقرير/ جمانة الخالد

أصبح تسويق البضائع الإلكتروني من أكثر الأعمال التي تجذب النساء في سوريا، باعتباره عملا لا يحتاج للخروج من المنزل أو تكبد عناء المواصلات وما شابه ذلك. وانتشر هذا العمل في ظل إعالة النساء لكثير من الأسر في سوريا، سواء بشكل كلي أو جزئي، نتيجة تراجع الدخل وارتفاع التضخم وتراجع أعداد الشباب خلال الحرب.

إحدى أكثر طرق التسويق سهولةً، وأكثرها انتشاراً، هي التسويق عبر موقع “شي إن”، حيث تعتمد كثير من النساء على هذا الموقع المحظور في سوريا، إذ يحتاج تشغيله إلى VPN، وهو يكسب مبلغا ماليا جيدا وبجهد بسيط.

منصة “شي إن”، هي متجر تجزئة إلكتروني صيني منتشر عالمياً، فيه كل ما يمكن أن يحتاجه الفرد من الملابس والإكسسوارات والأدوات الكهربائية وغيرها من مستلزمات فردية ومنزلية، وتتوفر فيه تلك المستلزمات بأسعار رخيصة جداً سواء قياساً بالأسعار العالمية أو حتى الأسعار في سوريا.

على سبيل المثال، تنافس أسعار الملابس على هذه المنصة، أسعار الملابس المصنوعة محلياً في سوريا رغم قطعها لمسافات طويلة حتى تدخل تهريباً لتصل إلى باب منزل الزبون وبسعر أرخص من السوق.

حظر المنصة في سوريا، ومنع الاستيراد، أسهم بخلق فرصة عمل لآلاف النساء، حيث يأخذ عملهن شكلين، الأول هو عبر شراء عدد من القطع عبر المنصة وانتظار وصولها، ثم تسويقها عبر صفحات “فيس بوك” وإنستغرام بأسعار قد تصل نسبة المرابح فيها 100%، وهذا النوع من العمل رائج جداً وهو نوع من أنواع التجارة كونها تحتاج لرأس مال في البداية لكن ليس بكبير.

ويمكن أن تبدأ النساء هذه التجارة بمبلغ مليون ليرة، يمكن أن تربح مقابلها 2 مليون ليرة طبقاً لأسعار البيع الرائجة.

الشكل الثاني وهو الأكثر انتشاراً بين النساء ولا يحتاج أي رأسمال، وهو نوع أشبه بما يعرف بـ”الدورب شيبنغ” (بيع التجزئة إلكترونياً من المنتج إلى الزبون دون تدخل مباشر). بهذه الحالة، يكفي أن تقوم المرأة بالتنسيق مع إحدى الموردات في السعودية التي تقوم بدورها بطلب البضائع للمسوقة في سوريا ثم شحنها لها عبر سائقين يعملون بهذه التجارة.

تضع المسوقة في سوريا نسبة ربح وهي تتراوح بين 10 – 25 ألف ليرة للقطعة الواحدة، حيث تحتدم السوق حالياً بمنافسة كبيرة بين المسوقات لجذب الزبائن، سواء من حيث السعر أو نوع البضائع التي يمكن شحنها، فبعضهن لديهن وسيط يمكنه تهريب بضائع إلكترونية أو كبيرة الحجم نوعاً ما، وأخريات يرفضن ذلك، وبعضهن يأخذن أجرة شحن على كل قطعة وبعضهن على الطلبية كاملة، وهكذا.

عندما تصل الطلبيات إلى سوريا، ترسل إلى منزل الزبون عبر عامل توصيل يأخذ أجرته بشكل مستقل، وبهذا الشكل، تكون النساء قد حققن وارداً دون أن يدفعن ليرة واحدة من جيوبهن أو أن يتحركوا من منازلهن.

تحتاج الطلبية لتصل إلى السعودية من 2 – 12 يوما، وتحتاج لتصل إلى سوريا من 20 – 25 يوما.

تقول إحدى العاملات في التسويق، إن زبائنها متنوعو الفئات الاجتماعية، فهناك الشرائح التي تطلب طلبيات ضخمة ومرتفعة الثمن شهرياً، ومنهم من يختار الرخيص وبمعدل قطعة أو قطعتين كل فترة، وتشير إلى وجود زبائن من نساء مسؤولين وضباط.

يشار إلى أن سوريا تمنع العمل بالتجارة الإلكترونية (البيع عبر الإنترنت) دون الحصول على سجل تجاري يحدد من خلاله التاجر موقعه ونوع التجارة التي يعمل بها، بينما تعتبر هذه البضائع التي تصل إلى سوريا مهربة أيضاً.