لكل السوريين

تسبب بردود فعل حادة وغضب أميركي.. كشف إسرائيلي عن لقاء المنقوش وكوهين

قال مسؤول إسرائيلي إن اجتماع وزير الخارجية الإسرائيلي مع نظيرته الليبية الذي جرى في العاصمة الإيطالية روما “تم الاتفاق عليه مسبقاً على أعلى المستويات في ليبيا، واستمر أكثر من ساعة”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في بيان صادر عن الوزارة “تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقات بين البلدين”.

وكانت حكومة الدبيبة قد قالت إن اللقاء كان “عارضاً وغير رسمي”، وأكدت الخارجية الليبية أن المنقوش “رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرف ممثل للكيان الإسرائيلي”.

وأكدت أن ما حدث في روما “لقاء عارض غير رسمي وغير مقرر مسبقا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات”.

وأثار الكشف عن لقاء المنقوش وكوهين تنديداً واسعاً من قبل المعارضة الإسرائيلية، وردود فعل غاضبة في الشارع الليبي تمثلت بالمطالبة بإقالة الوزيرة ووصلت حد المطالبة بإسقاط الحكومة، واندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها وامتدت إلى مدن أخرى، وأغلق الشبان الرافضون للتطبيع مع إسرائيل الطرق بالإطارات المحروقة ملوحين بالعلم الفلسطيني.

ردود فعل إسرائيلية

نقلت وكالات الأنباء عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد وصفه للكشف عن “اللقاء السري” لوزير الخارجية مع نظيرته الليبية بالعمل غير الاحترافي وغير المسؤول، واعتبره فشلاً ذريعاً يعرّض حياة المنقوش للخطر من أجل تصدر العناوين.

وبدوره، قال رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس، الذي كان وزيرا للدفاع، إن “العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل مسألة حساسة وخطيرة لا سيما مع الدول العربية”.

واعتبر نشر البيان الإسرائيلي يأتي “من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية”، مشيراً إلى أنه جاء “دون أي مسؤولية أو تفكير”.

وطالبت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي كوهين بالاستقالة بعد أن أحدث تصرفه ضرراً غير مسبوق حيث “لن يرغب أي مسؤول دولي جاد ومتحفظ في مقابلة وزير خارجية هدفه الأساسي هو الربح السياسي والإعجابات على تويتر”.

كما وجه مسؤولون في جهاز الموساد انتقادات شديدة لسلوك كوهين، الذي تسبب ” بأضرار جسيمة للعلاقة بين إسرائيل وليبيا”.

وقال مسؤول في الموساد إن “سلوك الوزير تسبب في أضرار جسيمة للعلاقة التي تمت صياغتها بهدوء وحذَر في السنوات الأخيرة، وأحرق الجسر بين البلدين، ولا توجد طريقة لتجاوز ذلك”.

غضب أميركي

كشف موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن بعثت إلى كوهين ومسؤولين آخرين بالخارجية الإسرائيلية رسالة احتجاج شديدة اللهجة في أعقاب الكشف عن لقاء المنقوش كوهين.

وذكر الموقع الأميركي أن الكشف عن اللقاء من وجهة نظر الإدارة الأميركية قد أضر بمساعيها للدفع بتطبيع العلاقات بين تل أبيب وطرابلس وعواصم عربية أخرى، كما تسبب بزعزعة الاستقرار في ليبيا والإضرار بالمصالح الأمنية الأميركية فيها.

وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة كانت تعمل خلال العامين الأخيرين من أجل ضم ليبيا إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة باتفاقيات أبراهام.

وشددت المصادر ذاتها على أن السلوك الذي ينتهجه كوهين، “يمكن أن يسبب المزيد من الضرر في المستقبل، ويجب إيقافه”، مشيرة إلى أن ما حدث “ليس انتهاكاً للثقة لمرة واحدة، بل ينعكس على العديد من الدول، وآفاق تطوير العلاقات معها في المستقبل”.

الدبيبة في سفارة فلسطين

أعلن مصدر بوزارة الخارجية الليبية أن قرار الدبيبة إقالة المنقوش جاء خلال زيارته لسفارة فلسطين في العاصمة طرابلس.

وأكد الدبيبة خلال لقائه السفير الفلسطيني محمد رحال دعم طرابلس للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن ما قامت به الوزيرة لا يمثل الحكومة والشعب الليبيين.

من جانبه أكد السفير رحال قرار الدبيبة إقالة المنقوش على خلفية لقائها نظيرها الإسرائيلي،  وأشار إلى أن رئيس الحكومة الليبية زار السفارة الفلسطينية والتقى بكادرها وأبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في البلاد.

وقال رحال إن “الشعب الليبي أثبت عروبته وانتماءه للقضية الفلسطينية من خلال رفضه للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، ونحن نقدر مواقفه الداعمة والمساندة لنا، وكنا نتوقع هذا الرد”.

وقد رحبت الخارجية الفلسطينية بزيارة الدبيبة لسفارتها في طرابلس، وقالت في بيان لها إن الدبيبة أعلن من داخل السفارة رفض بلاده التطبيع مع إسرائيل وتجريم أي اتصال بين أي مسؤول ليبي مع ممثلي دولة الاحتلال.

تنصل إسرائيلي

مع تصاعد ردود الفعل الداخلية والخارجية، تنصلت وزارة الخارجية الإسرائيلية من مسؤوليتها عن تسريب لقاء كوهين مع المنقوش، وقالت في بيان مقتضب لها “خلافاً لما تمّ نشره، فإن التسريب المتعلق باللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية لم يصدر عن وزارة الخارجية أو مكتب الوزير” من دون تقديم مزيداً من التفاصيل.

وشطبت من على منصاتها في شبكات التواصل البيانات التي نشرتها عن اللقاء، بعد أن تم نشر الإعلان الرسمي عنه على الحسابين الرسميين لكوهين بالعربية والإنجليزية.

ثم اضطرت لحذف البيان العربي بعد طلب عاجل من الجانب الليبي، ولكن بعد فوات الأوان.