لكل السوريين

مخيم كفر هند في إدلب يخلو من الرعاية الصحية، ومهجرون يتحدثون عن مآسٍ داخله

بات مخيم كفر هند في ريف إدلب مكتظا بالنازحين الفارين من المعارك المشتعلة في ريف إدلب الجنوبي، وتفاقمت فيه الأزمة الإنسانية حتى أمسى عاجزا عن استقبال موجات نزوح جديدة.

ويقع مخيم كفر هند بالقرب من ناحية سلقين على الحدود السورية التركية، ويقطن فيه ما يفوق الـ 10 آلاف نازح ومهجر، وبعد بدء الهجوم العنيف الذي تشنه قوات النظام المدعومة روسيا ارتفع عدد الأشخاص القاطنين فيه ليصل إلى 17 ألف نازح.

وقبل موجة النزوح الأخيرة كان القاطنين في المخيم يعانون ظروفا معيشية صعبة، وعزوا ذلك إلى أن التنظيمات الإرهابية كانت تسرق المعونات التي ترد إلى المخيم.

وأصبحت المعاناة في المخيم أكثر سوءا في ظل الأوضاع الجوية السائدة، بالإضافة إلى انعدام الرعاية الصحية والطعام والخيم أيضا، ما ينذر بمعاناة إنسانية أخرى في شمال غرب سوريا.

أبو جمعة نازح من ريف سراقب الشرقي، التقى به مراسل صحيفتنا هناك، وتحدث معه حول المعاناة التي يعيشها النازحون القاطنون في المخيم، فقال “هجرنا من ديارنا بسبب القصف، والخوف الناتج عن المعارك بين قوات النظام والتنظيمات الإرهابية، حطت بنا الرحال في مخيم كفر هند لأننا لا نملك مالا للذهاب إلى شرق الفرات”.

وتابع “العديد من أقربائي وصلوا شرق الفرات، وأكدوا لنا أن قوات سوريا الديمقراطية تقدم لهم كافة أشكال المعونات، مشيرا إلى أنه لا يملك مالا ليلحق به، لا سيما وأن لديه طفلتين معاقتين”.

أحمد، رفض الإفصاح كاملا عن اسمه، تحسبا لملاحقته أمنيا من قبل هيئة تحرير الشام الإرهابية، قال “أنا من ريف أبو الظهور الغربي، نزحت وعائلتي من تحت القصف، نعاني هنا في المخيم الحياة معدومة، لا يوجد طعام كافٍ، لا توجد رعايا صحية، الشتاء ضاعف من معاناتنا”.

أحمد أشار إلى أنه هُجّر من بيته ثلاثة مرات، خلال ثلاثة أشهر، منوها إلى أنه كان يعمل معلما في إحدى المدارس الخاصة في أبو الظهور، وتحديدا في قرية المطخ.

وعن دور الأتراك في تقديم المساعدة للنازحين، قال “كلهم كاذبون، مرتزقة هيئة تحرير الشام نهبوا المساعدات التي ترد إلينا، وعائلتي كبيرة، قبل أسبوع تبرع لي أحد السكان الأصليين هنا ببطانيات، الأتراك كاذبون خدعونا عدة مرات، لا يهمهم سوى تحقيق مطامعهم في سوريا”.

ويتواجد في مناطق شمال غرب سوريا عدة مخيمات وجميعها باتت مكتظة بالنازحين، حيث أن العملية العسكرية أدت إلى نزوح ما لا يقل عن مليون شخص، وقابلتهم تركيا بإغلاق الحدود كليا، وأمرت الجندرما بتشديد الحراسة وقتل أي شخص يحاول الدخول خلسة إلى الداخل التركي.

تقرير/ عباس ادلبي