لكل السوريين

الظروف المعيشية تجبر نساء على بيع جدائلهن

حماة/ جمانة الخالد

تعتبر ظاهرة بيع الشعر ليست جديدة وإنما قديمة، في سوريا وراجت خلال الفترة الماضية في حماة، توسعت وازدادت في الفترة الأخيرة لتصبح عملية استثمارية ولكنها نظيفة وحضارية ولو محدودة، مضيفة: يتراوح سعر “جدلات” الشعر بين 1-4 ملايين ليرة حسب مواصفاته، حيث تحتاج الفتاة التي قصت شعرها عاماً تقريباً لكي يعود الشعر كما كان بطول يصل إلى 80 – 90 سم بشكل وسطي.

ويستخدم الشعر الطبيعي المقصوص، في عمليات صناعة “البواريك” أو الشعر المستعار، التي يرتفع ثمنها كل ما كان الشعر الطبيعي المستخدم صحياً وطويلاً.

وما زالت الأزمة الإنسانية تتفاقم في سوريا، في ظل تردي الأوضاع المعيشية بجميع المحافظات، حيث يقبع معظم الشعب السوري تحت خط الفقر، وفق ما أكدت تقارير أممية بوقت سابق.

وبرزت في السنوات الأخيرة ظاهرة بيع الفتيات شعرهن الطويل لبعض مراكز التجميل التي تعلن عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن استعدادها لشراء الشعر، وما يدفع الفتيات والسيدات لبيع شعرهن هو حاجتهن للمال في ظل غلاء المعيشة وصعوبة الوضع الاقتصادي.

وأصبح بيع الشعر متكررا على نحو متزايد بين النساء، حيث أجبرتهن الأزمة الاقتصادية على التخلي عن جمالهن الشخصي، لتأمين لقمة العيش.

والسبب وراء قيام مراكز التجميل بشراء الشعر إلى ميل بعض الصبايا أو السيدات ميسورات الحال إلى وصل شعر مستعار بمواصفات معينة، مثلاً شعر طويل وسميك ولون مرغوب كالأسود أو البني الكستنائي أو الأشقر، فيما دافع الفتاة التي تبيع شعر رأسها إلى حاجتها للمال.

ويصل سعر الشعر المقصوص، بمواصفات عالية كـ”لون” الشعر وطوله وخلوه من أي مرض، إلى 4 ملايين ليرة، والسعر العادي الوسطي نحو مليون ليرة، حيث تقوم المزيّنة في مركز التجميل بقص الشعر وتنسيقه على شكل خصلات ووصلات أو تصنيع “باروكة”.

ويقوم مركز التجميل عبر صفحاته وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بدور الوساطة في تسويق خصلات الشعر إلى خارج البلاد كالعراق والسعودية بأسعار مجزية حسب نوعية الشعر.

ويبعن الفتيات شعرهن بدافع الحاجة للمال خاصة أن الأسعار جيدة، فيما توجد سيدات يرغبن في تحسين الشكل وتغيير تسريحة الشعر أو لنواح صحية، حيث ازدادت حالات البيع خلال السنوات الأخيرة.

تبيع بعض الفتيات شعرهن الطويل لمركز تجميل مقابل مبلغ مليون ليرة، لأنهن بحاجة للمبلغ لأمور أساسية، كما أنهن يستطعن أن يتكيفن مع مظهرهن بالشعر القصير أو المعتدل ولا يهمهن إن كان الشعر طويلاً أم قصيراً.