لكل السوريين

ياسر السليمان: “الثورة السورية جاءت لتحقيق الديمقراطية والمساوة لجميع الأطياف السورية، وبعض الأطراف استغلت الحراك السوري لتحقيق مصالحها”

حاوره/ أحمد سلامة

أوضح نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام في الإدارة الذاتية ياسر سليمان، بأن الثورة السورية جاءت تلبية لا احتياجات الناس، في التغير الديمقراطي للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعاش.، بعد أن عانى الشعب السوري الويلات من حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، وتسلط من الجهاز الأمني على رقاب الشعب، لذلك نتيجة لأعمال القمع التي مارسها النظام السوري، ومصادرة الرأي السياسي والرجوع بسوريا إلى الوراء والتخلف والخوف من المجهول الذي هم زرعوا في نفوس الشعب، بعد ما كانت سورية منارة فكرية في سنوات ماضية وتتصدر جميع الدول العربية في كافة المجالات وحتى دول الشرق الأوسط، والتي كانت تتمنى ان يكون تقدمها العلمي والثقافي والاقتصادي شبيها بالتطور السوري.

وتشهد هذه الأيام الذكرى السنوية الحادية العشرة لاندلاع الاحتجاجات في سوريا، وسط عدم وجود حلول مستدامة لإنهاء الأزمة في البلاد.

وحول هذه المناسبة ومواضيع أخرى مرتبطة بها، أجرت صحيفتنا حوارا مع ياسر سليمان، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام في الإدارة الذاتية، وجاء نص الحوار كما يلي:

ـ انطلاقة الثورة السورية وأهدافها؟

هدفت الثورة السورية إلى تحرير الانسان إلى التخلص من التسلط والاستعباد والخنوع، هدفت إلى اعادة سوريا إلى مكانتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والنهوض بالواقع الانساني وجعل الانسان هو محور التقدم والانطلاقة إلى مستقبل سوري مشرق، والنهوض وحصول الشعب على مقومات الحياة الكريمة والعيش المشترك, فكان شعر الثورة منذ انطلاقتها واحد واحد واحد  الشعب السوري واحد فلم تكن هناك تفرقة أو عنصرية فلم تكن حكرا على طائفة معينة أو لون معين ، وكان هدفها نبيلا وجميلا وهو تحرير جميع الشعب السوري بمكوناته كافة من سلطات الاستبداد البعثي والقبضة الامنية التي تتزعمها عائلة الأسد،

ـ لماذا استغلت بعض الأطراف الحراك الشعبي في سورية لتمرير مصالحها؟

موقعها الهام بين دول الشرق الأوسط وحتى بين دول العالم، عمدت بعض الأطراف إلى استغلال هذا الحراك الشعبي السوري، لتمرير مصالحها لأجنداتها، عن طريق تسويق مفاهيمها ومصطلحاتها وتحريك أتباعها على الارض، لذلك شهدنا حربا بالوكالة من بين أطراف دولية تصارعت على أرض سوريا، وهذه الدول أما أن يكون لها مصالح سياسية أو اقتصادية تعمل عليها لتصبح ورقة ضغط على الأطراف الأخرى، ومن  المنطلق نعرف ان موقع سوريا الاستراتيجي كان سببا في الصراع بين جميع هذه الدول لفرض نفوذها وسيطرتها وبالتالي تحقيق مصالحها التي تهدف إليها، وهذا الحراك كان طريق لتمرير هذه المصالح والامتيازات التي تبحث عنها كل طرف على حسب الأجندة التي يعمل لها، مما أدى إلى انحراف الثورة عن مسارها الصحيح واصبحت شماعة لكثير من الأطراف لتحقيق ما يسعون أليه

ـ ماهي الانعكاسات السلبية التي وقعت على كاهل الشعب السوري؟

الانعكاسات السلبية أن الشعب السوري هُجر تمزقت وحدته الوطنية, واصبح في شتات وحصل تغيير ديمغرافي  واضطهاد وقمع وقتل وخوف وهلع، واعتقالات وشهداء أكثر من مليون شهيد ونصف مليون معتقل والثوريون الحقيقيون مغيبون بالسجون، وضهور التنظيمات الارهابية التي قمعت الثورة، وقضت على الحراك الثوري واغتيالات للثوار بالجملة بهدف قتل الثورة وعدم وصولها لهدفها المنشود، والأكثر من ذلك والذي يدمي القلب حصول دمار شامل بكافة الاراضي السورية، ,اصبح السوريون منتشرين بكافة بقاع العالم، اضافة إلى تدهور الوضع المعيشي لدى السورين الذين لايزالون في مناطق سيطرة النظام، وقد أتضح جليا هذا الوضع المعيشي الصعب والفقر الشديد لهؤلاء الناس من خلال وسائل إعلام كثيرة ومن ضمنها اعلام النظام نفسه

ـ دور تركيا السلبي في خروج الثورة عن نسقها الصحيح التي بدأت به، ما قراءتك؟

الإخوان المسلمين في تركيا كانوا يطمحون إلى توسيع نفوذهم، من خلال السعي لسيطرتهم على جزء من الاراضي السوري لإعادة الاحتلال العثماني وبسطت هيمنتهم على المنطقة، لان الحكم الاردوغاني هو امتداد لحكم السلاطين العثمانيين، فقد لاحظنا كيف أصبحت تركيا تعمد على اشراك السوريين في حروب بعيدة عن وطنهم الام، وهذا حصل في ليبيا وأذربيجان ومؤخرا في أوكرانيا ليصبحوا مرتزقة بيد الاتراك، وبذلك يبتعدوا عن ما بدأت به الثورة وعن ما نادوا من شعارات الحرية والديمقراطية، وهذا كله برهن لنا ما تريده دولة الاحتلال التركي وهو تغيير مسار الثورة

ـ لماذا تعمل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري على إطالة الأزمة في سوريا ولا تزال في طور إدارة الأزمة؟

الروس كان عندهم طموح بأن يصلوا إلى المياه الدافئة وخزانات النفط والغاز مقابل السواحل السورية، أيضا توسيع نفوذهم في الشرق الاوسط وإبقاء سيطرتهم على امداد الغاز إلى أوروبا، الايرانيين كذلك استفادوا من الثورة لتمير مصالحهم من خلال توسيع الهلال الشيعي، وهو يشمل لبنان وفلسطين والعراق انطلاقا من أيران وتوسيع دائرته في المنطقة ككل، وهذا السيناريو قد شهدناه في العراق قبل سنوات، أما دول التحالف وفي مقدمتها أمريكا كانت حريصة على أمن اسرائيل، لذلك لم  يساندوا الحراك السوري مساندة حقيقية، أيضا تخوف التحالف الدولي من المعارضة السورية حاولوا ان ينظموها ويدربوها ودعموها بالسلاح لكن بيع بطريقة بأخرى للتنظيمات الارهابية، فكان لابد من دخولهم للحفاظ على امن إسرائيل ونقاطهم في الخليج العربي

ـ هل نجحت الثورة في شمال شرق سوريا من خلال تجربة الادارة الذاتية في هذه المناطق؟

نعم يجب اخذ بعين الاعتبار مسالة الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا بعين الجدية، وذلك من خلال الحلول للمعتقلين في السجون من التنظيمات الارهابية، مع العلم ان هذه التجربة هي نتاج لثورة الشعوب في هذه المناطق من مختلف المكونات عرب وكرد وارمن ومختلف الاديان، وهو ما كان شعار الثورة منذ انطلاقتها الاولى لتحقيق المساواة والحرية والديمقراطية، مع العلم انه مازال هناك مشكلة المخيمات الت تضم العائلات الارهابية، وفي مقدمتها مخيم الهول الذي يعتبر من أكثر المخيمات المكتظة التي تحتاج إلى حل سريع وجذري، واعادة جميع العوائل إلى دولهم وافراق السجون من الارهابين وترحيلهم ايضا إلى دولهم

ـ ما هو الحل برأيك لإنهاء الأزمة في سورية وما هو الكفيل في إعادة المهجرين والنازحين السورين؟

المطلوب لإنهاء الازمة السورية هو ان يجلس السوريون بمختلف اطيافهم وتياراتهم الفكرية والسياسية على مائدة الحوار، ويجب على الحلفاء والتحالف الدولي وفي مقدمتهم أمريكا للضغط على جميع الأطراف للجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات لإيجاد الحل، وأجراء تسوية بين السورين  ومحاسبة كل من أرتكب جرائم حرب، وقيام المصالحات تمهيدا لا نهاء الازمة مثل ما حصل في راوندا، وتمهيدا للتغيير الديمقراطي فيها، لان زعزعت الاستقرار في سوريا هو زعزعة للاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط والعالم أجمع، وسورية هي دولة محورية ومهمة جدا في جميع معادلات السلام، فيجب ان يجتمع السوريين على طاولة الحوار السوري السوري لإنهاء الأزمة، وبالتالي لابد من أن يغير النظام من سياسته القمعية وعقليته، وأن يكون هناك ضمانات دولية على صدق النظام في هذه المفاوضات، وبذلك يتم نجاح الثورة السورية بترحيل هذا النظام والإبقاء على الناس الوطنيين الذين بدوا بهذا الحراك، وتكون سوريا رمزا للديمقراطية والتطور والتقدم.