لكل السوريين

خسائر فادحة لمزارعي القمح في حماة

حماة/ جمانة الخالد

اشتكى مزارعون في حماة من تراجع إنتاج محاصيلهم من القمح والذي تراجع بمعدلات كبيرة ويمكن أن يصل إلى أكثر من نصف الإنتاج في العام الماضي.

وأثرت عوامل عدة على الإنتاج هذا العام نتيجة الحرارة المرتفعة والتغيرات المناخية ودخول الصيف فعلياً في وقت مبكر هذا العام ما أدى لضعف الإنتاج وخسائر للمزارعين.

من جهته أقر رئيس اتحاد الفلاحين في حماة، بأن إنتاج محصول القمح كان هذا العام هو الأسوأ، وأن الفلاح هو الخاسر الأكبر من جرّاء ما يحصل، وقد وصل إنتاج الدونم الواحد من القمح البعلي 60 كيلوغراما.

وأضاف أنه عمل على إعداد مذكرة عاجلة سيرسلها إلى وزارة الزراعة، تضمنت الحديث عن طروحات ومداخلات جرت خلال اجتماع مجلس اتحاد فلاحي حماة، والذين طالبوا بضرورة تقسيط الديون لمدة عامين وإعفاء الفلاحين من الفوائد المترتبة.

وتابع أن المذكرة أشارت إلى الظروف الجوية التي سادت في حماة وتسببت بغرق محصول القمح في منطقة الغاب، ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية للدونم الواحد من ٥٠٠ كيلوغرام إلى ١٧٥ كيلوغراما وسطياً.

وأكد رئيس الاتحاد في مذكرته أن ذلك سيؤدي إلى عجز في سداد الديون المستحقة على الفلاحين الذين استجروا مستلزمات إنتاجهم ديناً، علماً أن تكلفة الدونم الواحد تعادل مليوناً و300 ألف ليرة، وبالتالي لن يبقى أي هامش ريح للفلاحين، ويضعهم ذلك أمام كارثة حقيقة.

فيما قال المهندس المختص في الصناعات الغذائية من منطقة سهل الغاب مشهور أحمد، إن إنتاج القمح هذا العام كان كارثياً على الفلاحين، الذين لم يستطيعوا إعطاء الأرض حقها من الفلاحة والسماد ومكافحة الحشرات والفطريات.

وبالرجوع إلى مذكرة رئيس اتحاد الفلاحين والنقاط التي تحدّث عنها، يكون الفلاح هو الخاسر الأكبر أيضاً ويواجه كارثةً في تغطية نفقات زراعة وإنتاج المحصول التي استدانها.

وتعليقاً على الأمر، شكك عدد من المزارعين من جودة البذار وعدم تحسين سلالة الأصناف المزروعة، والتي لا تقاوم المناخ ولا تعتبر عالية الجودة.

وسيؤدي انخفاض مردودية القمح، إلى انخفاض “الصافي” للمزارعين، ما يؤثر على معيشتهم بشكل كبير، وستصبح زراعة القمح عبئاً على الفلاحين، خاصة محصول القمح استراتيجي بامتياز، ويجب دعمه من قبل الجهات المسؤولة في الحكومة، للتوقف عن استيراده، لأن الدعم يبقى أقل تكلفة من الاستيراد.

وكانت الحكومة قد حددت سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين للموسم الزراعي الحالي، والذي كان أقل من توقعات الفلاحين، وبلغ السعر من الفلاحين للموسم الزراعي الحالي 5500 ليرة سورية، وذلك بعد حساب التكاليف الحقيقية لإنتاج الكيلو الواحد.