طرطوس/ اـ ن
ارتفعت أسعار الزيت النباتي بشكل غير معقول ابدا، وهو ما أضاف عبئاً جديداً على مصاريف الأسر ذات الدخل المحدود التي تعاني بالأساس من ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء كل شيئ وخاصة المواد الأساسية والخضروات، حيث انها معتمدة بشكل كبير على مادة الزيت النباتي في تحضير معظم الأطعمة من قبل الأهالي في محافظة طرطوس ومدنها وقراها، وخاصة بغياب شبه كامل لزيت الزيتون وخاصة ان أسعار الليتر اصبح يتراوح بين 80 الى 120 الف ليرة سورية، وأصبحت هذه الزيادات وارتفاع الاسعار خاصة لأسعار الزيت النباتي تحديا جديدا للأسر الفقيرة التي تسعى لتأمين احتياجاتها الأساسية في ظل موجة الغلاء التي شملت كل المواد الغذائية الاساسية الأخرى.
السيدة سونا وهي مدرسة من أهالي الدريكيش ولديها أربعة أولاد قالت: نحن من العائلات ذوات الدخل المحدود، وقبل أقل من شهر اضطررنا لشراء علبتين من الزيت النباتي وكل واحدة بـ 35 ألف ليرة، هذا المبلغ يعادل ربع راتب زوجي الذي بالكاد راتبه مع راتبي في التدريس، يكفينا لتغطية احتياجاتنا الشهرية الأساسية من طعام وشراب وفواتير، عدا عن مصاريف الأولاد بالمدرسة، هو مبلغ كبير مقارنة بدخلنا المحدود جدا، فنضطر في هذه الايام لتقليل استهلاك الزيت في الطبخ وحتى التنازل عن بعض الأكلات التي تتطلب كميات كبيرة منه، لأننا ببساطة لا نقدر على تحمل تكلفته، وخاصة مع غلاء زيت الزيتون القديم والجديد.
السيدة ام جوني وهي معلمة من قرى صافيتا بريف طرطوس ولديها ثلاثة أطفال بالمدرسة قالت: انا كربة منزل كنت اعتمد في الطبخ على زيت الزيتون والسمن في لطهي طعام أسرتنا، لكن الأوضاع لم تعد كما كانت في السابق، واضافت كنا نعتمد على تنك السمن وبيدونات زيت الزيتون لأنهما أكثر امانا وصحة، ولكن حتى هذه الخيارات أصبحت مكلفة جدا، فالأمور انقلبت كاها باتجاه الفقر والقلة، اليوم نحاول الاحجام والتقليل في استخدام الزيت في الطبخ ونبحث عن بدائل أقل تكلفة، لكن المشكلة أن البدائل أيضا أسعارها في ارتفاع.
لكن هذا الارتفاع في الأسعار لم يقتصر تأثيره على الأسر ذوات الدخل المحدود فقط، بل امتد ليشمل الجميع إلا أن الفئات الأكثر ضعفا وفقرا باتت عاجزة عن مواجهة هذه الزيادات وارتفاعات الأسعار التي تستهلك الجزء الأكبر من دخلها الشهري، وان ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة تكلفة الاستيراد، فالتجار الصغار والكبار يواجهون صعوبات عديدة في البيع لأن كثيرا من الزبائن باتوا يكتفون بشراء الكميات الصغيرة وهو ما أثر على حركة السوق بشكل عام.
يشار الى ان غياب الرقابة على الأسواق وتزايد الاعتماد على الاستيراد والتهريب دون وجود سياسات اقتصادية فعالة ساهم بشكل كبير في هذا الارتفاع غير المسبوق. بين ضغوط المعيشة وارتفاع الأسعار تعيش الأسر ذات الدخل المحدود في صراع يومي لتلبية احتياجاتها الأساسية وسط غياب حلول واضحة تخفف عنها هذه الأعباء المتزايدة/، لكنها الضرورية.