لكل السوريين

محافظة درعا تحتفي بذكرى معركة المذخر

احتفلت محافظة درعا بالذكرى التاسعة والسبعين لمعركة المذخر التي طردت الفرنسيين من أرض حوران.

ومنذ أن وقعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي عام 1920، عانت درعا مثل باقي المحافظات السورية من ظلم الاحتلال ونزع السلاح من المناضلين واعتقالهم.

وقاوم أهل حوران المستعمر الفرنسي، واشتبكوا معه في معارك عديدة من بينها “معركة المذخر” وهي من أهم المعارك التي شهدتها المحافظة.

ويقع المذخر غرب حي السحاري بمدينة درعا على الضفة الشمالية لوادي الزيدي، ويعود تأسيس الثكنة العسكرية فيه إلى مرحلة الاحتلال العثماني لسوريا، وبعد خروج العثمانيين منها، تمركز الفرنسيون فيها وأضافوا إليها المباني والخنادق وعززوا تحصيناتها بشكل كبير.

وجاءت تسمية “المذخر” من كلمة الذخيرة، لأن الموقع كان يستخدم لتخزين الأسلحة، ويحتوي على مستودعات الذخيرة والأسلحة، وكان محصّناً بالجنود والمعدات العسكرية.

قبل المعركة

كانت الآمال في حوران معقودة على أن تقلّص فرنسا من تواجدها العسكري فيها بعد انتصار دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ولكن وصول تعزيزات فرنسية إلى المذخر في التاسع من شهر أيار عام 1945، أثار ردود فعل كبيرة لدى الأهالي، وشهدت محافظة درعا موجة من المظاهرات والاضطرابات احتجاجاً على الممارسات الفرنسية.

وفي الثامن عشر من الشهر، خرجت مظاهرة تحمل الأعلام السورية، وتوجهت من درعا البلد إلى درعا المحطة، ثم قصدت الجموع مقر قيادة الدرك للتطوع، فأطلق الفرنسيون النار على المتظاهرين.

وفي اليوم التالي، نظّم المتظاهرون إضراباً عاماً في درعا، وأغلقوا المؤسسات الحكومية فيها.

واشتعلت فتيلة الثورة في حوران بعد اعتقال النائب محمد المفلح الزعبي وابنه الذي كان في السابعة من عمره، وأخيه محمود، أثناء توجههم من اليادودة إلى درعا لمقابلة المحافظ، فثارت قرى حوران وعشائرها لنصرة نائبها.

أحداث المعركة

في الثامن والعشرين من شهر أيار عام 1945، اندلعت معركة المذخر وهاجم الثوار الحامية الفرنسية بدرعا من جهة الشرق، ومن مدينة بصرى الشام مروراً ببلدة معربة ثم قرية غصم والجيزة، وقطعوا الماء عن موقع المذخر الذي كان يشرب من مياه اليادودة.

وفي اليوم التالي، بدأ الثوار هجومهم على الحامية الفرنسية، وتبادلوا معها إطلاق النار الكثيف.

واستمر الحصار ثلاثة أيام متتالية، وعندها لم يجد قائد الحامية العسكرية إلّا أن ينسحب مع قواته من الموقع، وقد وهنت عزيمته بعد أن عرف أن حامية ازرع قد استسلمت.

ولكن الثوار كانوا لهم بالمرصاد واستطاعوا قتل العديد من جنود الحامية وضباطها، وإلقاء القبض على قائدها وبعض من كان معه، واقتادوهم مكبلين إلى الشيخ مسكين، حيث تم تسليمهم للقوات البريطانية.

وتخليداً لذكرى معركة المذخر، أُقيم نصب تذكاري بساحة القلعة في بصرى الشام ونقش عليه أسماء الشهداء الذين سقطوا في أول يوم من المعركة، ما زال النصب موجوداً حتى الآن.