يوسف علي
تشهد محافظة اللاذقية منذ صباح اليوم سلسلة من الحرائق الحراجية المتزامنة، حيث اندلعت أكثر من عشرة حرائق في مناطق متفرقة، أبرزها في قرى الزويك والدغمشلية، ووادي باصور في جبل التركمان، والريحانية التابعة لناحية ربيعة، ومنطقة القنجرة، وسط صعوبات ميدانية كبيرة تعرقل جهود الإخماد.
وأفاد مراسل صحيفة السوري أن حريق وادي باصور يلتهم مساحات واسعة من الأشجار الحراجية والمثمرة، ويتوسع بسرعة بفعل الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 95 كم/ساعة. أما في قرى الزويك والدغمشلية، فتواجه فرق الإطفاء صعوبة بالغة في الوصول إلى بؤر النيران بسبب وعورة التضاريس.
وفي الريحانية، وصف الأهالي الحريق بـ”المتجدد”، حيث يعاود الاشتعال رغم محاولات الإخماد، مدفوعاً برياح متقلبة. أما في منطقة القنجرة، فقد اقتربت ألسنة اللهب من منازل المدنيين، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من احتوائها مؤقتاً.
وأوضح مراسل السوري أن عمليات الإطفاء تأخرت نتيجة جملة من التحديات، منها مخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة تعيق حركة الفرق وتعرض عناصرها للخطر، إلى جانب شح الموارد المائية في المناطق الجبلية، وانعدام الطرق المؤدية إلى نقاط الحريق، ما حدّ من قدرة الآليات الثقيلة على التدخل.
وعلى الصعيد البشري، ذكر المراسل أن نقص الكوادر بعد فصل مئات العاملين من الدفاع المدني وفوج الإطفاء والزراعة انعكس سلباً على سرعة الاستجابة لحرائق متزامنة بهذا الحجم.
وقال عبد الكافي كيال، مدير الدفاع المدني في الساحل السوري، إن “الوصول إلى حريق وادي باصور يتطلب شق طرق جديدة، لكن وجود المتفجرات من مخلفات الحرب يحول دون ذلك في الوقت الحالي”.
بدوره، صرّح حسام حلاق، معاون وزير الطوارئ، أن “الرياح هي العدو الأكبر حالياً، فبؤر الحريق تتغير كل ساعة، ما يدفعنا للاعتماد على أسلوب العزل الميكانيكي لعزل المناطق المهددة”.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل السوري، فقد تمت السيطرة حتى الآن على ثلاثة حرائق فقط من أصل عشرة، بينما لا تزال معظم الحرائق نشطة. وتشير تقارير ميدانية إلى اندلاع حرائق إضافية في مناطق مجاورة، ما يزيد من الضغط على فرق الإطفاء التي تواجه تحديات لوجستية وأمنية كبيرة.