لكل السوريين

جورج مختار.. شيخ حراس مرمى كرة القدم السورية

جورج مختار.. شيخ حراس مرمى كرة القدم السورية

تقرير/ حسين هلال

من أبرز النجوم الذين تألقوا في ميدان كرة القدم السورية, وسجلوا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ هذه اللعبة خلال فترة الستينات والسبعينات, وكل من عاصره ولعب معه يشيد بمهارته وكفاءته ومقدرته الفائقة التي يتمتع بها والتي جعلت منه حارسا عملاقا يهابه المهاجمين ويحسبون له ألف حساب عندما كانوا يقتربون, منه وكانوا يخافون منه ويعودوا للوراء بدافع المناورة ويرتبكون كثيراً في حالة التسديد على مرماه.

انطلقت شهرته الواسعة منذ عام 1976 عندما نجح في التصدي لضربة الجزاء في اللقاء الحاسم مع البحرين في نهائي كأس القنيطرة التي أقيمت بدمشق، حيث كان سببا رئيسياً بالفوز والحصول على كأس البطولة، ويتذكر الجميع وقتها عندما انطلق صوت المعلق الرياضي الشهير المرحوم عدنان بوظو ببحته وصوته المتميزة وهو يقول الله أكبر يا جورج بعد أن تصدى لضربة الجزاء الحاسمة.

وبالمتابعة لمسيرة هذا الحارس العملاق والمستوى الرفيع الذي وصل له على الساحة الكروية السورية بعد مشوار حافل قضاه في خدمة كرة القدم (الجز راوية), يعود نتيجة عشقه ومحبته لكرة القدم منذ نعومة أظفاره, فهو من مواليد الحسكة عام 1944 لعب مبكراً في مدارس المدينة وبرزت موهبته بشكل واضح في حراسة المرمى, ثم انظم بعدها  لنادي الخابور تحت إشراف المدرب أمين نحلاوي, وبعدها انتقل إلى صفوف نادي الحسكة إلى جانب زملائه المتميزين آنذاك نبيل نانو وحنا نصري.

ونظرا لبروزه وتألقه انتقل صيته الى خارج الحسكة, وفي عام 1965 انتقل إلى صفوف فريق الجيش والمنتخب العسكري, وأصبح  كابتن الفريق لمدة أحد عشر عاماً حمل خلالها الرقم واحد، كذلك  كان حارس مرمى المنتخب الوطني وحقق معه العديد من الانتصارات والبطولات, وخلال تلك الفترة تلقى عروض كثيرة للاحتراف الخارجي في عدد من الأندية الأوروبية لكنه رفضها جميعاً وفضل البقاء والدفاع عن مرمى فريق الجيش والمنتخب الوطني وحقق معهما العديد من الانتصارات في كثير من المباريات التي لعبها في العديد من الدول الاوربية.

ومن تلك الدول ألمانيا، إيطاليا، اليونان، تركيا، فرنسا والكثير من الدول العربية, ‏كذلك عاصر الكثير من نجوم الرياضة وكرة القدم السورية، ومنهم رياض أصفهاني، شاهركسكين، محمود طوغلي، سهيل لطفي، جوزيف شهرستان، حسن درويش، عبد الغني طاطيش، عبد الفتاح حوا، عزام غوتوق، نبيل نانو، عزمي حداد، فارس سلطجي، أحمد جبان، أحمد طالب تميم، إسماعيل تميم، سمير سعيد، موسى شماس، أفاديس، آكوب، حنين بتراكي، حافظ أبو لبادة، محمد عزام، عبد الحفيظ عرب، ابراهيم محلمي, وكان الأقرب إليه من اللاعبين المحليين, في حين كان معجباً جداً بالحارس المغربي الهزاز محمد من بين الحراس العرب. ‏

وبعد اعتزاله اللعب لم يذهب بعيداً عن ميدان الرياضة وكرة القدم بالذات, بل بقي ناشطاً في الحياة الرياضية مقدماً خبرته الكبيرة ومشاركاً وداعماً لجميع الأحداث الرياضية التي تجري في سورية ومحافظة الحسكة رغم انتقاله للعيش في دمشق, وعمل مدرباً لحراس المنتخب والجيش وخرَّج العديد من حراس المرمى حتى تاريخ وفاته.

وعن سيرته الشخصية يصفه الكثيرون بأنه دمث الأخلاق، حسن السيرة، محبوباً من الجميع, وتقول عنه ابنته لورا التي ترك فراغاً كبيراً في حياتها, حيث كان سداً منيعا في حياتها الخاصة كما هو في الملعب سداً, كان رياضياً  بكل ما تحمله هذه الكلمة من حروف ومعاني, وقد كان يقول لها دائما أنا يا ابنتي دمي مجبول بتراب هذا الوطن, كما كان من أهم الداعمين لرياضة الحسكة ولم يترك  أية مناسبة رياضية تجري فيها  إلا ويحضر من دمشق للمشاركة فيها, ولم يتوانى أبداً عن تقديم أية مساعدة لنادي الجزيرة, توفي في الحسكة في عام 2009.