لكل السوريين

“حلاوة المحيا’ تراث حموي وإحدى طقوس النصف من شعبان

حماة/ جمانة الخالد 

لشهر شعبان في حماة عادات تميزه عن غيره من الشهور، ومازال محتفظاً بها منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر رغم كل الظروف التي يمر بها المواطنون.
وتعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة ذات الطابع الاحتفالي الخاص عند أهل حماة، وهذه العادة ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد وعلى ذلك فهي متأصلة عندهم من القديم وتتكرر في كل عام.
فمع بداية هذا الشهر الذي يسبق رمضان المبارك تبدأ محال الحلويات بتصنيع حلاوة المحيا، التي يتناولها الحمويون ويتهادونها خصوصاً في ليلة النصف من شعبان، كما أن حلاوة المحيا لا تكاد تكون تعرف إلا في مدينة حماة ولا تغيب في 14 شعبان عن أي بيت من بيوتها.
و حلاوة المحيا مثل الغريبة و المعمول ليس لها أصول قديمة جدا، فهي بدأت تظهر في عهد الحكم العثماني و بلاد الشام أشتهرت بصنعها منذ ذلك الوقت حتى أيامنا هذه.
كما ان هناك رواية أخرى تقول ان الملك المظفر محمود في العصر الأيوبي هو الذي أمر طباخيه بإيجاد نوع جديد من الحلويات للاحتفال بنصف شعبان فظهرت حلاوة المحيا.
وعن طريقة التحضير التقت “صحيفة السوري” بإحدى السيدات الحمويات، وتدعى ماريا أم محمود، وتعتبر نفسها من أوائل السيدات التي يحضرن حلاوة المحيا، وقالت:
نبدأ بتحضير الحشوة، نضع الماء و السكر على النار حتى تبدأ بالغليان، ثم نضيف السميد و الجيلي، و نستمر بالتحريك لمدة دقيقتين ثم نطفئ و نتركه ليبرد و يسمك قوامه.
في وعاء نضع الزبدة (و نكون سخناها قليلا لتطرأ) ونضيف السكر (ممكن طحنه للحصول على نتائج أفضل)، والفانيليا و الطحين و نخلط كل المقادير باليد أو بالخلاط حتى نحصل على عجينة هشة تتكتل عند الضغط عليها.
نضع نصف العجين في صينية فرن صغيرة أو بايركس و نضغط الخليط حتى يتوزع بالتساوي و بشكل متجانس ثم بواسطة ملعقة نصب خليط الحشوة على طبقة الطحين و نسويها جيدا بعد ذلك نضيف ما تبقى من العجين و نوزعه على الخليط مع الضغط قليلاً باستخدام الملعقة أو اليد مع مراعاة الحشوة .
وباستخدام سكينة رفيعة نقوم بتقطيع العجين على شكل مربعات أو معينات و ندخل الصينية للفرن (150درجة مئوية ) لمدة ربع ساعة.
نخرج الصينية و عندما تبرد نضعها في البراد لمدة ساعتين على الأقل عندها ستصبح متماسكة و يمكن اخراج قطع الحلاوة بسهولة.
يمكن وضع العجينة فقط من دون حشوة أو نضع الحشوة في صينية أخرى لنحصل على نوع آخر من الحلاوة السادة.
وحلاوة المحيا تنفرد بها مدينة حماة وريفها ويرجع كما أرخ المؤرخون أن تاريخ صناعتها يعود إلى العهد الأيوبي بينما ذهب آخرون إلى أنها تعود إلى العهد العثماني.