لكل السوريين

في ظل استمرار الحرب.. الجوع يهدّد حاضر السودان والجهل يهدّد مستقبله

قال “برنامج الغذاء العالمي” إن عدد الجائعين تضاعف خلال العام الماضي مع حرمان المدنيين من المساعدات بسبب الحرب المستمرة في السودان.

ودعا البرنامج أطراف النزاع إلى تقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات الغذائية الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الصراع، حيث يعاني مدنيون نازحون من الجوع والحصار والعزلة التي تحول دون وصول أي مساعدات منقذة للأرواح إلى هذه المناطق.

وتسبب النزاع بنزوح ما لا يقل عن ستة ملايين نسمة داخلياً، نصفهم من الأطفال، وحوالي مليون ونصف آخرين لجأوا إلى دول مجاورة.

وأصبح ملايين الأطفال محاصرين في مناطق النزاع، مما يعرضهم لخطر التوقف عن متابعة تعليمهم، وفق منظمة إنقاذ الطفولة.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في إحصائية أعلنتها منذ أيام، أن نحو 19 مليون طفل في السودان باتوا خارج المدارس.

وقالت ممثلة المنظمة في السودان، “لقد تعرض الأطفال لأهوال الحرب على مدار نصف عام، وأُجبروا على الابتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلميهم وأصدقائهم، مما يعرضهم لخطر الوقوع في فراغ يهدد مستقبل جيل كامل”.

خطر الجوع

قال المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في إقليم دارفور السوداني إن النازحين في مخيم “كلما” مهددون بالموت جوعاً بسبب نقص الغذاء.

وحذّر من الوضع الكارثي في المخيم الذي يقع بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وأكد على ضرورة التدخل السريع من قبل المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية لمنع تفاقم الكارثة.

وأشار إلى أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت بإيقاف حصص الغذاء التي كان يقدمها برنامج الغذاء العالمي، وإلى توقف المهن التي كانت توفر للنازحين دخلاً محدوداً لتغطية بعض التزاماتهم المعيشية.

وجاء تحذير المتحدث بعدما أفاد برنامج الغذاء العالمي بأنه عاجز حالياً، عن تقديم المساعدة الغذائية بشكل منتظم لأكثر من شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص يواجهون مستويات مأساوية من الجوع.

ويعد مخيم “كلما” في مدينة نيالا التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أواخر تشرين الأول الماضي، من أكبر المخيمات اكتظاظاً بالنازحين الذين تضاعفت أعدادهم بسبب استمرار الحرب التي بدأت في شهر نيسان من العام الماضي.

طفل يموت كل ساعتين

قالت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلاً يموت من الجوع كل ساعتين بمخيم زمزم للنازحين في دارفور غرب السودان.

وقالت رئيسة المنظمة في السودان إن “الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد قد يموتون في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج”.

وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن قرابة ربع الأطفال الذين أخضعوا لفحوص يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يعاني نحو أربعين بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من سوء التغذية.

وأضافت “قبل بدء الحرب كان سكان المخيم يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الدولية في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية ومياه الشرب، واليوم تم التخلي عنهم بشكل شبه كامل”.

وأكدت المنظمة أن “برنامج الغذاء العالمي لم يوزع المواد الغذائية منذ شهر أيار الماضي، واضطرت العائلات إلى شرب المياه من المستنقعات أو من النهر”.

وفي بيان مشترك، أعرب خبراء من الأمم المتحدة عن قلقهم من أن نحو “25 مليون شخص، من بينهم 14 مليون طفل، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في السودان”.

خطر الأمية

يواجه ملايين الطلاب والتلاميذ في السودان مصيراً غامضاً مع استمرار القتال فيه وتمدده إلى نصف ولاياته، حيث أصبحت أغلب مؤسسات التعليم في هذه الولايات غير جاهزة لاستقبال الطلاب بسبب قصفها أو استخدامها كمنصات للحرب أو ثكنات عسكرية، وفي المناطق الآمنة تحولت مدارس كثيرة إلى مراكز تأوي النازحين.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” في تشرين الأول الماضي، إن أكثر من ستة ملايين طفل لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.

وفي الولايات التي لم يصلها الصراع بعد، تحول المعوقات دون انتظام العملية التعليمية فيها، وفي مقدمة هذه المعوقات عدم توافر الكتب المدرسية لمعظم الصفوف، وصعوبة إيصالها، في حال توافرها، إلى للمدارس العاملة في السودان أو التي فتحت أبوابها للطلاب خارج البلاد.

ومعاناة المعلمين من عدم استلام رواتبهم، وفي هذا الصدد أكد المتحدث باسم لجنة المعلمين في السودان أن “توقف رواتب المعلمين منذ شهر نيسان الماضي انعكس سلباً عليهم اقتصادياً واجتماعياً، وأجبر المئات منهم على البحث عن مهن بديلة”.