لكل السوريين

ملفات سياسية عديدة حملها في جعبته.. ماذا يريد بلينكن من المنطقة

حمل وزير الخارجية الأميركي في جولته الخامسة إلى الشرق الأوسط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ملفات سياسية أكثر من أي زيارة سابقة له إلى المنطقة.

وقال خبراء سياسيون فلسطينيون إن بلينكن جاء بملفات تهدف إلى حماية إسرائيل، وعدم توسيع الحرب على الجبهات الأخرى، والتنسيق مع تل أبيب حول الانتقال إلى المرحلة الثالثة من هذه الحرب.

وقالت تقارير إسرائيلية إن هذا الأمر “سيكون على جدول أعمال لقاءات وزير الخارجية الأميركي مع مسؤولين إسرائيليين”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إن القوات الإسرائيلية ستتحوّل من “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب، إلى أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”، ولم يحدد تفاصيل هذه العمليات أو موعد البدء بتنفيذها.

ويشير الخبراء إلى أن زيارة بلينكن للمنطقة لا تهدف أساساً إلى وقف الحرب على غزة، ولن يقدم خلالها للفلسطينيين والعرب سوى وعود معسولة دون أي ضمانات.

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت قبل الزيارة بأن الملف الرئيسي الذي سيبحثه بلينكن في المنطقة هو مقترح الهدنة الذي تمت صياغته بالعاصمة الفرنسية باريس، من قبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومصريين وقطريين.

ملفات سياسية

أكد متابعون لزيارة وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة أنه فاوض المسؤولين فيها بأكثر من ملف لم يتم الإعلان عنه، إضافة إلى الملفات السياسية الكثيرة المعلن عنها.

وقال مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، إن “بلينكن يحمل في زيارته ملفات سياسية أكثر من أي زيارة سابقة للمنطقة”.

وأشار إلى أنه “يحمل طرحاً بشأن مستقبل الحرب على قطاع غزة، وبعدها الزماني، ومحاولة تخفيف الصراع، وعدم توسع الحرب على الجبهات الأخرى”، إضافة إلى ملف سياسي يتعلّق بكيفية إدارة قطاع غزة وآلية هذه الإدارة بعد توقف الحرب.

وقال بشارات “نتحدث عن زيارة تحمل في مجملها ملفات سياسية بشأن الرؤية لحكم غزة، ومن المبكر الحديث عن وقف الحرب”.

واعتبر أن “الرؤية الأمريكية تسعى لتخفيض عمليات القتل في قطاع غزة، والذهاب إلى المرحلة الثالثة التي تتمثل بعمليات مركّزة، وربما هذا هو التناغم الإسرائيلي الأميركي في خفض عدد ضحايا الحرب مع إطالة عمرها”.

وذكر أن القيادة الفلسطينية اقترحت فتح حوار فلسطيني داخلي، لإعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية، وربما طلبت من بلينكن الضغط على إسرائيل لخفض التصعيد في الضفة الغربية، حيث يشكل تصعيدها الكبير خطراً كبيراً على مستقبل السلطة.

حماية إسرائيل

ذكر خبير مقرّب من حركة حماس أن “زيارة بلينكن للمنطقة تأتي لحماية إسرائيل ومحاولة إخراجها من ورطتها وأزمتها الداخلية والخارجية”.

وأضاف الخبير أن “الزيارة أيضا تأتي لضبط شكل الحرب، وجعلها حرباً منسية لا يلتفت إليها أحد إليها، وبدأنا نسمع عن دخول الحرب مرحلتها الثالثة، أي حرب طويلة الأمد”.

وأشار في لقاء صحفي إلى أن الزيارة جاءت “لمنع التهديد الإقليمي بتوسيع الحرب، وهذا يعطي إسرائيل مساحة لكي تقتل المزيد من الفلسطينيين، كما تأتي الزيارة لمحاولة إخراج مزيد من المعتقلين الإسرائيليين، في محاولة لتبييض صورة إسرائيل، وبايدن أمام مجتمع الأمريكي”.

وأضاف أن “واشنطن لم تقدم للفلسطينيين، سوى وعود وتصريحات لا قيمة لها”.

وحثّ الخبير القيادة الفلسطينية على أن تطالب بضمانات لتنفيذ أي وعود من إدارة بايدن.

وتوقع أن تتوسع الحرب في المنطقة وتشمل عدة جبهات، حيث أن “التوتر مازال سيد الموقف على الجبهة مع حزب الله والحوثيين”، خاصة أن وزير الخارجية الأميركي لم يقدم للعرب أي شيء، وانحصرت مهمته خلال الزيارة بدعم وحماية إسرائيل فقط.

احتواء الحرب

من الملفات الهامة التي طرحها وزير الخارجية الأميركي، السعي للحفاظ على “الاستقرار” في المنطقة ومنع توسع الحرب لتصبح إقليمية تنخرط فيها أطراف أخرى، خاصة إيران والحركات المسلحة التي تدعمها.

والملفت أن جولة بلينكن جاءت بعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات عسكرية على عدة أهداف في كل من سوريا والعراق والأردن.

ومازالت المنطقة تعيش على صفيح ساخن بعد هذه الضربات، واحتمالات تكرارها، ولذلك بحث بلينكن مع وزير الدفاع الإسرائيلي أهمية تحقيق سلام دائم بمنطقة الشرق الأوسط.

وحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية بحث بلينكن وغالانت في تل أبيب أهمية إقامة دولة فلسطينية مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل.

وفي وقت سابق، أكد بلينكن لنتنياهو، دعم الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية “باعتبارها أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وتحقيق تكامل أكبر للمنطقة”.

كما شدد بلينكن أيضاً على الحاجة الملحة لتهدئة حدة التوتر في الضفة الغربية، والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع.