لكل السوريين

عرق السوس يشكل مصدر رزق لكثير من الأسر السورية

يعد نبات عرق السوس من النباتات المتأصلة الجذور في تاريخ مدينة الرقة التي كانت ولا تزال تحوي العديد من الخانات التي تقوم بتجميع نبات السوس وتصديره للمدن والبلدان المجاورة.

يشكل نبات عرق السوس مصدر المعيشة لبعض الأسر الفقيرة بريف الرقة، إذ تدخل في العديد من الصناعات، بالإضافة لكونه يستعمل في صناعة بعض أنواع الأدوية ومستحضرات التجميل.

نبات عرق السوس هو نبات شجري معمّر، ينبت في كثير من دول العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوروبا، ينتشر النبات بكثرة على أطراف نهر الفرات، وعلى مجرى نهر الجلاب بالريف الشمالي لمدينة الرقة، فهو نبات بري (ينبت دون زراعة)، ويعد من النباتات الشتوية.

 

يشكل نبات السوس مصدر المعيشة الأساسي لبعض العائلات في ريف الرقة، يقوم العامل بهذا المجال باقتلاع جذور نبتة السوس باستخدام أدوات الحفر “كالمعْول والكريك”، لاستخراج الجذور من تحت التربة، لبيعها للتجار وتأمين لقمة العيش، حيث وصلت أسعار الكيلو غرام من نبات عرق السوس بين200 -250 ليرة سورية.

ماذا يصنع من نبات عرق السوس؟

يعد نبات عرق السوس من الفصيلة البقولية، وهو نبات بري أوراقه ملساء وأزهاره زرقاء، يستخرج من بذوره شراب سكري المذاق يميل إلى اللون الأسود، وتميل رغاويه إلى اللون الأصفر.

يدخل نبتة عرق السوس في بعض الصناعات، مثل العصائر والمستحضرات التجميلية والزيوت، وتستخدم قشرة جذور السوس في صناعة أكياس الخيش، بالإضافة لدخوله في صناعة بعض الأدوية وعلاج لأمراض المعدة والكِلى وغيرها.

تحتوي مناطق ريف الرقة على العديد من معامل السوس التي تقطّع جذور نبات السوس وتنظيفها، ومن ثم طحنها لتغلف بأكياس بأوزان مختلفة ليتم نقلها للمحافظات السورية الأخرى وتصديرها للخارج.

نبات عرق السوس يؤمن لقمة العيش

يعمل بعض أهالي ريف الرقة الشمالي على بيع نبات عرق السوس للتجار، للاستفادة منه وتأمين لقمة العيش، إذ يجمع كل شخص 5- 8 كيلو غرام من عرق السوس من أطراف مجرى نهر الجلاب.

الطفل محمد العيسى من أهالي قرية تل السمن شمالي بريف الرقة والذي يعمل بحفر السوس وقال “أقوم بحفر محيط نبتة عرق السوس واستخراج جذوره لتأمين العيش لإخوتي الصغار فأبيع باليوم 5-8 كيلو غرام”.

أما ألطفل عبدالله الغانم أشار إلى أنه يعمل بحفر السوس لكونه مصدر دخل في فترة الشتاء حيث تكون فترة ركود للعمل وخصوصا “الزراعية” كون سكان المنطقة يعتمدون على العمل في الأراضي الزراعية، فيبيع باليوم 2000-3000 ليرة وهي مبالغ قليلة جداً ولكنها تؤمن القليل من احتياجاتهم اليومية.

تقرير/ صالح إسماعيل