لكل السوريين

على عكس الأعوام الماضية.. عائلات في الرقة تدخر المؤونة المنزلية بكميات قليلة، فما هي الأسباب؟

الرقة/ مطيعة الحبيب  

تعتبر المونة المنزلية أحد أبرز المستلزمات الرئيسية التي تذخرها العوائل السورية بشكل عام لفصل الشتاء، حيث اعتادت جميع العوائل على ادخارها كل عام، إلا أنها هذا العام اضطرت لتقليل كمياتها لسبب واحد وهو غلاء أسعارها وضعف القدرة الشرائية لتلك العوائل.

واليوم وعلى العكس من السنوات الماضية، وفي مدينة الرقة تحديدا لا يختلف الحال كثيرا عن باقي المحافظات، فقد اضطرت المئات من العائلات لتخفيض نسبة ادخارها للمونة المنزلية ولا سيما الزيتون إلى أقل من النصف تقريبا.

وحول هذا، التقت صحيفتنا، بإحدى نساء مدينة الرقة، تقطن في حي النهضة وسط المدينة، تدعى وفاء حمزة، التي قالت “في كل عاما مع بدأ محصول الزيتون نقوم نحن ربات البيوت على تأمين مونة الزيتون بأنواعه، حيث تختلف أنواع الزيتون في سوريا تبعا لاختلاف مناخ كل منطقة أو حسب النوع المشهور فيها”.

وتضيف “بعض أصناف الزيتون مخصصة لاستخراج زيت الزيتون ويسمى الزياتي، والبعض الآخر يستخدم كمونة، وكل نوع من الزيتون له طريق خاصة في عمله، حيث تشهد مدينة الرقة عدة أنواع من أنواع الزيتون منها الخشابي والشوكي وهذان النوعان المفضلان لكبيس الزيتون وتكليسه”.

وتتابع “بعد جلب الزيتون نقوم بتكسيره بمكنة مخصصة له ووضعه في أوعية ونقوم بنقعه وغسله جيدا وتجديد الماء له، ومن ثم نضع فوقه كمية مناسبة من الملح وضغطه في مطربانات، ومع إضافة الليمون وقليل من الزيت الزعتر البري أو الفليفلة الخضراء أو حسب ما ترغبه الأسرة من نكهات أخرى ومن ثم حفضها في مكانها المناسب لمدة أربعين يوما حتى يصيح جاهزا للتقديم كوجبة تنعم بها أفراد الأسرة”.

وتردف “في السنوات الماضة كان موسم الزيتون أفضل مما عليه الآن من ناحية الأسعار وإنتاج الزيت، ولكن بسبب قلة المياه ونفص منسوب المياه في نهر الفرات والآفات الزراعية التي تواجهها شجرة الزيتون حيث يصل كيلو الزيت الواحد إلى ما يقارب ( 7000 ) ليرة سورية، والحمل الأكبر الذي يقع على عاتق الفلاح وتكلفة العصر.

ووصل سعر الكيلو غرام الواحد من الزيتون إلى ما يقارب 1300 ليرة سورية، وهذا سعر يعد باهضا قياسا بحال العديد من العوائل في الرقة إن كانت المقيمة أو النازحة إليها.

وتشير وفاء إلى أن العائلات التي كانت تدخر كميات كبيرة في الأعوام السابقة اضطرت إلى تقليل نسبة الادخار إلى أقل من النصف، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية لديها.