تقرير/ بسام الحمد
أدت أزمة النزوح من لبنان إلى ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات بحمص وحماة ومختلف المناطق السورية، حيث شهد السوق العقاري قفزات جنونية بسبب عودة العديد من السوريين من لبنان، إلى جانب تدفق آلاف النازحين.
وتجاوزت إيجارات الشقق غير المفروشة في الضواحي، فيما تضاعفت نسب السمسرة التي تُدفع بالدولار، مع اشتراط دفع إيجار أشهر مقدماً.
وواجه المستأجرون تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الشروط، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
ويعود ارتفاع الطلب على العقارات إلى الأوضاع في لبنان، ما أدى إلى ارتفاع طبيعي في الإيجارات نتيجة قلة العرض وكثرة الطلب.
لكز المستأجرين هم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، إذ أن بعض المؤجرين يستغلون الحاجة ويبالغون في رفع الأسعار، إضافة إلى استغلال المكاتب العقارية للوضع لتحقيق أرباح طائلة من جيوب اللبنانيين.
ويعود الأمر إلى عدم وجود آلية واضحة تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، حيث تسود “العلاقة الحرة” التي تمنح المؤجرين الحرية في فرض شروطهم.
رغم عدم وجود أي تغييرات في قوانين التملك للأجانب، حيث أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية منح المؤجرين ذريعة لرفع الإيجارات، معتمدين على مقارنة الأجور بين سوريا ولبنان.
وساعد غياب ثقافة الشكوى المؤجرين على التمادي في المخالفة، ما يعرضهم للمساءلة القانونية في حال تم ضبطهم.
ومن المتوقع استمرار ارتفاع الإيجارات في الأشهر المقبلة نتيجة تدهور القدرة الشرائية، مالم تتدخل جميع القطاعات لإيجاد حلول مؤقتة للمشاكل العقارية المتفاقمة.
وارتفعت ارتفاع أسعار العقارات والشقق السكنية في حمص وحماة بنسب وصلت إلى 50% في بعض الأحياء.
ويعود السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى تدفق اللبنانيين النازحين مؤخراً إلى سوريا، إذ أفاد عدد من المواطنين بأنهم تعرضوا للطرد من الشقق التي يسكنون فيها بهدف تأجيرها للبنانيين بأسعار أعلى لتحقيق مكاسب مادية.
وقال أحد سكان حي الزاهرة بحمص إنه تم إخباره من قِبل صاحب المنزل الذي يستأجره بأن الإيجار سيرتفع إلى مليوني ليرة سورية، مما يجعل من المستحيل عليه تحمل هذا العبء المالي، لكون راتبه الشهري لا يتجاوز 700 ألف ليرة.
كما عبّر تاجر عقارات في حي الشريعة بحماة عن استغرابه من الجشع الذي يسيطر على أصحاب العقارات، إذ ارتفعت أسعار الإيجارات بنسبة تتراوح بين 60% و100%.
ولفت إلى أن الواجب تجاه النازحين اللبنانيين هو التكاتف ومساعدتهم بدلاً من استغلالهم في ظل الأزمة.