لكل السوريين

مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة.. بين التعنت الإسرائيلي وتردّد حركة حماس

يحظى مقترح الرئيس الأميركي لوقف الحرب في غزة بزخم إعلامي وسياسي كبيرين، في ظل الأنباء المتضاربة والتحليلات المتباينة والتناقضات في المواقف والتصريحات الإسرائيلية، مما أدى إلى غموض المشهد، وصعوبة التوقعات عمّا سينجم عن المقترح.

وكان بايدن قد تقدم بمقترح من ثلاثة مراحل لوقف النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة، وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن المقترح جرى تطويره بالتشاور مع مصر وقطر.

ووفق المقترح، ستدوم المرحلة الأولى ستة أسابيع وتتضمن وقف إطلاق النار بشكل كامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق عدد من المحتجزين الجرحى والشيوخ والنساء لدى حركة حماس، وتسليم ما تبقى من جثث الأسرى الإسرائيليين، مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين، وعودة الفلسطينيين إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، ودخول المساعدات إلى القطاع المحاصر بمعدل 600 شاحنة في اليوم.

وستتفاوض إسرائيل وحماس خلال هذه المرحلة على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية التي تتضمن الإفراج عن كافة الرهائن الأحياء المتبقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتحوّل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم للأعمال العدائية في حال أوفت حركة حماس بالتزاماتها، في حين تبدأ خطة إعادة إعمار قطاع غزة في المرحلة الثالثة.

مواقف متضاربة

مع أن بايدن قدّم المقترح على أنه “إسرائيلي”، حثّت واشنطن إسرائيل على قبوله، وردت تل أبيب بتصريحات متضاربة، وما زال الغموض يكتنف موقفها من الصفقة المطروحة في ظل الخلافات العميقة داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية بهذا الشأن.

وعارض نتنياهو في خطابه أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست مقترح بايدن، وأشار إلى وجود فجوات بينه وبين موقف إسرائيل من الحرب على غزة، ورفض الموافقة على وقفها “قبل تحقيق أهدافها”.

وقال “إن الادعاء بأن مجلس الحرب وافق على وقف النار دون تحقيق شروطه ليس صحيحاً”.

وتعليقاً على ذلك، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن المقترح نتاج جهود دبلوماسية مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ورفض زعم نتنياهو بوجود فجوات بين المقترح وموقف إسرائيل.

وأشار إلى أن بايدن أعلن عن المقترح من أجل شرح العملية بشكل أكثر وضوحاً، والتأكيد على دور الولايات المتحدة في العملية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن “لديها التزام إسرائيلي بالموافقة على المقترح”.

تعنت إسرائيلي

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً أكد فيه أن “إسرائيل ترفض فكرة وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة قبل تدمير قدرات حركة حماس العسكرية والسلطوية”.

وجاء في البيان “لم تتغير شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وهي تدمير قدرات حماس العسكرية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، وضمان ألّا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل، وستواصل إسرائيل الإصرار على استيفاء هذه الشروط قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وأضاف البيان “فكرة موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط هي فكرة غير مقبولة”.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إن صفقة بايدن كما نشرت تفاصيلها تعني التخلي عن تدمير حماس والامتناع عن استمرار الحرب”.

وأفاد إيتمار بن غفير في تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة إكس بأنه “إذا نفّذ رئيس الوزراء الصفقة الفوضوية بالشروط المنشورة التي تعني نهاية الحرب والاستسلام لحماس، فإن حزب عوتسما يهوديت سيحل الحكومة”.

وتابع في تدوينته “هذه صفقة غير شرعية وهي انتصار للإرهاب وخطر أمني على إسرائيل.. لن نسمح بوقف الحرب دون القضاء التام على حماس”.

تردّد حركة حماس

أعلنت حركة حماس أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل للأسرى.

ولكن القيادي في الحركة أسامة حمدان اعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحه بايدن مجرد “كلمات قالها بايدن في خطاب”، واشار إلى أن الحركة “لم تحصل على أي التزامات مكتوبة تتعلق بهدنة، ولم يقدم الأميركيون شيئاً موثقاً يلتزمون من خلاله بما قاله بايدن في خطابه”.

ولفت إلى أن بايدن حاول “التغطية على الرفض الإسرائيلي لاتفاق وافقت عليه حماس الشهر الماضي”.

وبدوره، قال عضو المكتب السياسي حسام بدران إن “خطاب الرئيس الأميركي المتعلق بمفاوضات إنهاء الحرب على غزة يدل على أن الاحتلال وداعميه يعيشون حالة من الإرباك”، وأشار إلى بيان بايدن أقر بطريقة أو بأخرى أن الاحتلال عاجز عن تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها طوال الأشهر الماضية.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها القدرة والأدوات للضغط على نتنياهو وحكومته التي تعرقل أي جهود تبذل لوقف الحرب، ولكنها لا ترغب باستخدامها.