لكل السوريين

أهالي العاصمة مستاؤون من قرار مؤسسة المياه!

دمشق/ روزا الأبيض 

يشتكي العديد من أهالي العاصمة السورية دمشق من القرار الصادر عن المؤسسة العامة لمياه الشرب في المحافظة القاضي بتطبيق برنامج تقنين جديد سيؤدي إلى خفض عدد الساعات التي تصل فيها المياه إلى عدد من أحياء العاصمة.

وكشفت المؤسسة العامة لمياه الشرب أنه سيتم تطبيق برنامج تقنين جزئي جديد وزيادة في عدد ساعات التقنين بشكل يومي في دمشق، بحيث لا يؤثر ذلك على وضع المياه والكميات الموجودة وغزارة النبع، وسيكون بساعات محددة لإعادة تعبئة الخزانات، وذلك بسبب زيادة استهلاك المياه والذي تجاوز 9 أمتار مكعبة في الثانية.

وقد بين مدير الاستثمار والصيانة في المؤسسة العامة لمياه الشرب وريفها “محمود زلزلة” ل-“الوطن”، “إن استهلاك المواطنين للمياه في العاصمة والريف غير منطقي، ووصل إلى أرقام قياسية خاصة في فترة العيد والعطل الحاصلة لمدة تفوق العشرة أيام”.

وأضاف “زلزلة” أن الإجراءات المتخذة حالة طبيعية، وتختلف فترات برامج التقنين حسب واقع المياه والاستهلاك وطبيعة المناطق، لافتاً إلى أن انخفاض غزارة النبع دفع المؤسسة للاعتماد على مصدر (بردى) إضافة إلى الآبار الاحتياطية.

وأوضح أن وضع المياه مستقر، والكميات تغطي وتكفي حاجة المواطنين من المياه في دمشق، وأن ما يتم إنتاجه يستهلك من دون أي فائض، حيث تتجاوز غزارة نبع الفيجة 7 أمتار مكعبة في الثانية، بينما تصل الكميات المستهلكة إلى أكثر من 600 ألف متر مكعب يومياً، قائلاً : “لا يزال نبع الفيجة كافياً لاحتياجات العاصمة من المياه، وسيذهب قسم من الإنتاجية إلى الريف المجاور”.

وقالت سميرة الأحمد، اسم مستعار لأرملة تقيم في أحد أحياء العاصمة أن هذا القرار سيضاعف من المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي العاصمة.

وأضافت “نحن لسنا بحاجة لمعاناة أخرى، ألا يكفي قلة الكهرباء والمحروقات، حتى يقننوا علينا المياه، إن تم تطبيق هذا القرار فإن الكثير من العائلات ستحرم من المياه، وستجبر على شراء مياه الشرب من الصهاريج”.

وقال سعيد، شاب في الثلاثينيات من عمره أن “هذا القرار سيزيد العبء على عدد كبير من العائلات، ولا سيما الفقير العاجزة عن شراء الخبز فكيف لها بشراء المياه، نأمل أن يكون هذا القرار مرحلي وأن لا تضاعف ساعات التقنين أكثر”.

وفي فترات سابقة، اشتكى عدد من الأهالي من سوء المياه التي تصل إلى بيوتهم، معتبرين أن ذلك يدخل ضمن إطارين إما الإهمال المتعمد بغية إجبار الأهالي على الاعتياد على التقنين أو الإهمال الناجم عن الفساد المستشري في مفاصل المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق.

وتعاني أحياء عدة في العاصمة دمشق من قلة مياه الشرب، وسط مطالبات سابقة بتحسين المياه التي تصل إلى المنازل، على الرغم من قلتها وقلة الساعات التي تصل فيها.

ويغذي نهر بردى عددا كبيرا من الأسر الدمشقية، إلا أن الكثير منهم بات يمتنع عن الشرب منه أو يحتج على سوء المياه الواردة منه بعد أن تحول النهر لمكب لكثير من النفايات من المصانع المنتشرة على طرفيه في أرياف العاصمة السورية دمشق.