لكل السوريين

يوم عالمي.. لمواجهة إفلات قتلة الصحفيين من العقاب

لطفي توفيق

يوم أمس..

كان اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.

وكانت البداية في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام 2013.

حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم لحماية الصحافة الحرة..

باعتبارها عنصراً أساسياً من عناصر حرية الرأي..

وحرية التعبير.

وحث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محكمة وصارمة..

لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب السائدة.

وعلى تقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة..

والعمل على تهيئة بيئة آمنة للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة دون تدخل..

وضمان حقوق ضحايا الصحفيين.. وإنصافهم.

والفعالية الرئيسة للاحتفال بهذه المناسبة..

تمت اليوم عبر منصة حوار بين المدعين العامين والصحفيين..

وبحثت تدابير التصدي للتهديدات التي تطال الصحفيين.

وسلطت الضوء على أهمية دور أجهزة النيابة العامة في ملاحقة مرتكبي جرائم القتل..

والتهديد بالقتل والعنف ضدهم.

وحسب سجلاّت اليونسكو..

شهد العقد الماضي مقتل صحفي واحد كل أربعة أيام في المتوسط.

ومعظمهم في البلدان التي لا تعاني من نزاعات مسلحة.

وأفلت القتلة من العقاب عن جرائمهم..

في تسعة من كل عشرة حالات.

هذا عن القتل لمرة واحدة.

فماذا عن القتل اليومي!!.

فالعنف ضد الصحفيين والإعلاميين والمفكرين..

لا يقتصر على القتل.. والاختطاف.. والاعتقال.

بل يتعدّاه إلى مصادرة الفكرة قبل أن ترى النور..

وإلى لجم ألسنة عشاق الحرية عن قول الحقيقة.

وإقفال السبل والنوافذ والآفاق بوجه فكرة رائدة..

تنير الطريق إلى مجتمع يتنفس فيه الناس الحرية مع الهواء.

ويستشعرون الأمل والسلام الداخلي مع أول رشفة قهوة صباحية.

أو جملة نابضة بالحب والأمل..

لحياة حرة.. جديرة بالحب والأمل.

ألا تعتبر قوانين الرقابة الجائرة..

وسواطير القتلة..

وبساطير العسكر..

أشد فتكاً على الصحافة والفكر والحرية من رصاصات القتلة.

ألا يعتبر من القتلة..

ملاك الصحف.. ومراكز الدراسات..

وأباطرة الفضائيات التي تروّج لثقافة الموت..

وثقافة القهر والتمييز والعنصرية والإقصاء.

ولست أدري لماذا ذكرني هؤلاء في هذا اليوم بقول جبران خليل جبران:

فقاتل الجسم مقتول بفعلته

وقاتل النفس لا تدري به البشر.