لكل السوريين

التلاحم “العربي ـ الكردي” المتين.. السد العالي بوجه الفتن وعبره يُحافَظ على التراب السوري

سعت بعض الجهات إلى زرع الفتنة بين مكونات المنطقة في الفترة الأخيرة، وبشكل خاص بين الكرد والعرب، وعلى رأسها الاحتلال التركي والحكومة السورية، عبر تجنيد العملاء واستهداف شيوخ ووجهاء العشائر، بهدف إضعاف المجتمع.

لكن؛ هذه المحاولات كلها باءت بالفشل، لا سيما بعد أن أيقنت الأطراف الطامعة بإحداث الفتن في شمال وشرق سوريا أنه لا مجال لإحداث فتن مهما حاولت العبث بالنسيج السوري، ولا سيما من خلال تحلي الشعب السوري في شمال شرق البلاد بالوعي المطلق حيال تلك المؤامرات.

لطالما امتدح شيوخ ووجهاء العشائر العربية والكردية في شمال وشرق سوريا التآخي والتلاحم بين مكونات المنطقة، معتبرين أن البطولات التي سطرت بوجه داعش وداعميه ما هي إلا مرآة عكست المعنى الحقيقي لإخوة الشعوب.

الشيخ مثقال الرجب، وهو أحد وجهاء عشيرة الجوالة في الجزيرة السورية أن العلاقات بين الشعبين العربي والكردي متجذرة في القدم، وتربطهما صلات قرابة ودم، ولا تستطيع أن قوة خارجية الاقتراب منها، وإحداث شرخ فيها.

ومن خلال حديثه؛ أكد الشيخ مثقال أن التوافق العربي الكردي حافظ ولا يزال يحافظ على التراب السوري وعبره وقفت مكونات الشعب السوري الوقوف بوجه أي محتل.

وضرب الشيخ مثقال مثالا عن السيناريو العراقي فقال “الجهات الخارجية تحاول زرع فتن في سوريا كما في العراق، حيث تم في الجارة العراقية إحداث فتنة طائفية، نتج عنها شرخ في المجتمع العراقي بين السنة والشيعة”، مؤكدا على أن كل تلك المحاولات ستبوء بالفشل.

وشدد الرجب على ضرورة اليقظة والحفاظ على الترابط المتين بين كافة مكونات المنطقة، وقال: “يجب أن نقدم العون لكل من يسعى إلى بناء البلد، وردع كل من يحاول تدمير البلد”.

وطالب الشيخ مثقال الرجب، من خلال لقاء له مع وكالة هاوار الإخبارية، طالب كافة مكونات شمال وشرق سوريا بالوقوف خلف قوات سوريا الديمقراطية وضرورة إدراك الفتن والقضاء عليها.

بدوره، أحمد اليوسف، رئيس اتحاد المثقفين في منبج وريفها، اعتبر أن الهدف من إحداث الفتن في شمال وشرق سوريا هو محاولة لاتهام قوات سوريا الديمقراطية بأنها لا تستطيع نشر الأمن والاستقرار في المنطقة التي حررتها من الإرهاب.

وأضاف أحمد: “الإدارة الذاتية قامت بخطوة جيّدة بخصوص هذا الموضوع، حيث أقامت عدة ندوات جمعت فيها كل الأطياف والتّيارات السياسية منها المعارضة للإدارة الذاتية للاستماع ومناقشة عدّة موضوعات منها الحوار السوريّ -السوريّ، والبحث عن حلول لهذه الأزمة”.

وبيّن اليوسف بأنّ الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تسعى للمزيد من التكاتف والتلاحم بين مكوّنات الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا.

ودعا اليوسف المكوّنات في مناطق شمال وشرق سوريا أن تكون حذرة، وألّا تنجرّ وراء هذه الفتن التي تهدف لضرب الاستقرار والأمن الذي دفع الشهداء دماءهم من أجله، والمواطنون ضمن الإدارة الذاتية يعيشون في أمن ورفاهية بالمقارنة مع المناطق الأخرى”.

وبدورها أوضحت الإدارية في مجلس المرأة ريم درويش، قائلةً “الشعب السوري منذ القدم متعايش مع بعضه البعض بكافّة مكوناته وأطيافه، وكانت الأنظمة الحاكمة دائماً تسعى إلى التفرقة بين تلك المكوّنات، والاحتلال التركي يعمل أيضاً على التفرقة بين المكوّنات وزرع الكراهية والحقد بينها”.

ويقول رجل الدين محمود عثمان “لم يكتفوا بالاحتلال وارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب السوري، كما ولا زالوا يحاولون إحداث فتن في شمال شرق سوريا، الدين الإسلامي لا يسمح بإشعال الفتن، من قطع شجرة زيتون لا ذنب لها، ليس بآبه بأن تحدث فتن وتراق دماء”.