لكل السوريين

عضو بحزب الاتحاد الديمقراطي لـ ’’السوري»: ’’الحركات التحررية تخيف السلطة، والسوريون كافة مسؤولون عن الحفاظ على وحدة الأرض السورية»

حاوره/ أحمد سلامة

أوضح غازي ياسين عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي، أن المصالح المتضاربة والدول الضامنة في الأزمة السورية لم تقف موقفا جاد من التهديدات التركية، وهذه المواقف خجولة ولم تكن لها أي حدة، وأن أي مشروع تحرري يثير مخاوف الأنظمة السلطوية، لذلك يجب أن نعول على المكونات الموجودة في شمال وشرق سورية للوقوف بوجه هذا المحتل ، وجاء هذا ضمن حوارا أجرته صحيفتنا مع عضو المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي غازي ياسين، وأكد فيه أن الهوية السورية لن تنسلخ ولن تندثر وستقف بوجه كل محتل ، وهذا ما توارثته من أجدادها في نضالها ضد الانظمة الاستعمارية، وجاء نص الحوار كما يلي:

_ ما تأثير التحولات السياسية على الحوار بين الأطراف السورية؟

هناك تضارب مصالح بين القوة الدولية، ونحن بصدد رسم خارطة شرق أوسط جديد،  وذلك بسبب المصالح الدولية فالوجود الأمريكي في المنطقة كان منذ حرب الخليج، وتثبيت نقاط بالنسبة للولايات الأمريكية المتحدة، لتكون بعد ذلك دولة لها باع في الشرق الأوسط ، وعلى الجانب الأخر تعتبر روسيا المنفذ على البحر المتوسط المياه الدافئة، منذ الأزل سوريا تعني لروسيا الكثير من الناحية الاستراتيجية وأيضا نرى المشروع التركي وتمدده في المنطقة ، يريد أن يحيي ميراث أجداده ودائما يريد التدخل بالشؤون الداخلية ، حتى ما قبل الازمة السورية كانت تركيا تسعى للتدخل بالشؤون السورية ، وفي فترة العلاقات الجيدة مع الحكومة السورية كانت تدخل بشكل مباشر، أرد وغان يعتبر حلب والموصل وكركوك استراتيجيات بالنسبة له كدولة تركيا، ومن ناحية أخرى نرى إيران  تحاول تثبيت مصالحها في سورية، وظهر ذلك في الاتفاق النووي 2015، الهلال الشيعي والحفاظ على امتداده لزم على إيران التدخل، فإذا هناك مصالح وتقاطعات بين الدول ، وهناك توافقات بين دول أخرى.

فهم يتوافقون على ضرب مشروع الإدارة الذاتية وأي مشروع تحرري، لان هذه المشاريع تهدد عروش الدول السلطوية، وهم يخشون من امتداد هذه الحركات إن نجحت، وأن يعمم على المنطقة وهذا لا يخدم  السياسات سواء التركية أو الإيرانية  أو الأمريكية حتى ، وهناك تقاطع في المصالح أيضا، فهناك مصالح مشتركة بين إيران وتركيا، ومصالح مشتركة بين روسيا وتركيا، وأيضا بين الولايات الامريكية وتركيا من جانب اخر، فالمصالح والأولويات وخصوصا بين أمريكيا  وتركيا موجودة منذ تأسيس حلف الناتو، وتركيا دولة فاعلة بالناتو ولا نستطيع  أمريكيا أن تخسر حليف قوي وفاعل وهو على حدود روسيا، فهي تريد أن تحافظ على تركيا تحت جناح السياسة الامريكية، وجدنا أيضا هناك تقاربات بين تركيا وروسيا في مراحل كثيرة ، لذلك حاولت أمريكيا استقطاب تركيا لدورها الفاعل وخاصة في الحرب الأوكرانية الروسية، فإذا نحن نعاني مع الأسقف كشعوب شرق أوسط عامة وسورية خاصة من تضارب المصالح الدولية على أراضيها وهذا ما يعقد المسألة السورية.

_ما مدى تأثير سياسة المصالح على القرارات السياسية ،وهل من الممكن تجاوز سياسة المصالح لصالح تحقيق الأمان والاستقرار  للمكونات السورية كافة؟

طبعا تضارب المصالح يعقد المسألة السورية، فنرى اليوم أمريكيا تحاول تثبيت أقدامها ، فقد أعلنت الإدارة السابقة ” ترامب” ، كان يبحث عن المكاسب الاقتصادية، بينما سياسة” بايدن” اليوم تقوم على تثبيت نقاط لمواجهة المد الإيراني، وهذا ما جاء ضمن الاتفاق الضمني بين أمريكيا ودولة الاحتلال الاسرائيلي ، فقد كان هناك توافق على إيقاف المد الشيعي وتحجيم الدور الإيراني في سورية لكي  لا يكون تهديد مباشر لأمن إسرائيل، وجود أمريكيا في المنطقة  هي للحد من التأثير الإير اني وحماية أمن إسرائيل هذه أولوية بالنسبة لسياسة أمريكيا في سورية، أما بالنسبة لغيران فهي ترى أن النظام السوري هو يخدم مصالحها كون الهلال الشيعي هو امتداد من فلسطين عن طريق حركة حماس، وحزب الله في لبنان ، وفي اليمن  خصوصا لأنها تقوم على تطويق دول الخليج العربي بالهلال الشيعي ، ونحن نعلم اليوم بان الخليج هي ساقطة ناريا ونرى القوى المتحالفة مع إيران هي تحاصر دول الخليج بالفعل، فنرى امتدادها في اليمن والبحرين وفلسطين ولبنان وسورية والعراق ، فإذا هي تستطيع  أن تصل لدول الخليج من أكثر من مكان، فالمصالح الإيراني في سورية هي مصالح استراتيجية وعبر عنها أكثر من مرة راس الهرم” الخميني” من أيام قديمة، وهم يعتبرون بأن سورية هي من ضمن أمنهم القومي، ونرى أن تركيا دائما تعبر من خلال سياستها أن لها مطامع في سورية، ومناطق ترى أنها امتداد واحقية لها لضمها للدولة العثمانية السابقة، طبعا نحن نعلم  أن تركيا تدعي بأن الادارة الذاتية ومشروعها يعتبر تهديد لتركيا ، وهذا غير صحيح فالإدارة الذاتية تضم جميع المكونات السورية، والادارة الذاتية نستطيع تعميم تجربتها على جميع المناطق في سورية، ولكن للأسف تركيا تحاول قدر الامكان تصدير مشاكلها الداخلية للخارج ، ونحن نعلم الانهيار الاقتصادي الذي يعاني نمنه أرد وغان، فهو يريد منطقة أمنة كما يدعي، يريد مناطق أمنة باسم السورين ، ولكن حقيقتا يريد قضم مناطق سورية وإحداث تغيير ديمغرافي فيها، وذلك كما فعل في لواء اسكندرون .

_ لماذا لا ترغب الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن السوري الوصول إلى حلول جذرية للازمة السورية؟

الإدارة الذاتية دائما تدعو للحوار بين جميع الأطراف الموجودة في سورية، سواء الدولة السورية أو سواء المعارضة ، وكنا نتمنى  لو كانت معارضة موحدة طبعا ، فنحن نمد أيدينا  ونجلس على طاولة الحوار مع جميع الأطراف ، ولكن الاطراف  الاخرى غير مستعدة لأنها مرتهنا للخارج، فنحن نعلم بأن الدولة السورية للأسف هي مرتهنة للقرارين الروسي والإيراني، ونحن نعلم أن ما يسمى المعرضة أو المعارضات  ينفذون أجندات خارجية، سواء منصة موسكو ومنصة القاهرة ومنصة الائتلاف الذي يجلس في إسطنبول فهو لا يعبر عن مصلحة سورية بحتة، فإذا الولاءات المختلفة هي التي تعرقل الحل ، فنرى في السابق الدول التي لها مصالح في سورية عن طريق الأذرع تنفذ سياساتها، أما الأن ترى تدخل مباشر لم يعد هناك وسطاء أو أذرع، وقد تم تعطيل الكثير من المبادرات للوصول لحل، فالذي يعرقل الحل في سورية هو عدم وجود حوار جدي ووطني حقيقي.

_في حال شنت تركيا لحربها المزمعة من هو المسؤول عن الكارثة الإنسانية التي ستحصل ؟

نحن نحمل المسؤولية لجميع الدول الفاعلة، نحمل مجلس الأمن والأمم المتحدة وجميع الدول الضامنة روسيا وأمريكيا وإيران،  وأيضا نحمل جزء من المسؤولية  للحكومة السورية إذا ما قامت بواجباتها بالدافع عن وحدة الأراضي السورية،  فأي عملية تركيا ستقوض الأمن الموجود على الارض السورية، ونحن نعلم بأن تنظيم داعش لم ينتهي بشكل كامل ، فهو موجود وينفذ عمليات في البادية السورية ضد قوات الحكومة السورية والقوات الايرانية ، فنحن نريد أن نسئل أن كان هناك عملية واجتياح كبرى، هل سنستطيع الحفاظ على الدواعش الموجودين في السجون، فنحن نعلم بآن أي حرب واي عدوان سيكون بمثابة جرعة أوكسجين لداعش لتنطلق من جديد، ان كان هناك عملية تركيا عسكرية ستكون النتائج كارثية،  وهناك تصاريح خجولة من كافة الاطراف الفاعلة في الشأن السوري، ولكن نحن نعول على شعبنا، وعلى الوعي الموجود لشعبنا في شمال وشرق سورية، فالجميع يعلم بأن قيادات داعش موجودين في الاراضي الواقع تحت سيطرة تركيا، والعملية الأخيرة التي تم من خلالها استهداف ” ماهر العقال”، تم في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، فالنظام التركي يستعمل جميع الفصائل الارهابية لشن هجمات على مناطقنا وتنفيذ سياسته الاستيطانية.

_في ضل إعلان حالة الطوارئ من قبل  الإدارة الذاتية، كيف سيكون شكل المقاومة ، خاصة أن الشعب السوري له باع طويل في المقاومة والوقوف ضد المحتل ، برائيك؟

من خلال لقاءات واجتماعات مع شيوخ ووجهاء العشائر ومثقفين وسيأسين، لوضعهم في حقيقة ما نتعرض  له نحن كشعب في شمال وشرق سورية وفي سورية عامة، ففي الحال العدوان على الأراضي السورية هو عدوان على أمن سورية كامل، فنحن جميعا معنيين بالدفاع عن الارض السورية ووحدتها، في حال شن العدوان التركي أي عملية عسكرية ضدنا، سيكون هناك مهجرين سيكون هناك وضع اقتصادي  مزري، سيكون هناك فوضى قد لا نستطيع  الاحتياط منها، ولكن نحن كشعب يجب أن نفعل أنفسنا ونصمد في وجه هذا العدوان ، وذلك عن طريق تأمين ملاجئ وتأمين مياه  وحفر الخنادق، ومن خلال مساعدة القوى الأمنية  بالحفاظ على الأمن، فأنا سكون فاعل ضمن منزلي والحي الذي أسكنه وتأمين الحاجات الضرورية، فكل شخص في مكانه وموقعه يستطيع أن يكون مشارك في صد العدوان التركي إذا ما حصل.

_ التقارب التركي الإيراني هل هو استراتيجية جديدة، سيما أنهما قطبان متنازعان غالبا، ما مدى تأثير هذه الازدواجية في الداخل السوري عامة، وشمال شرق سورية خاصة ، وما المتوقع من اجتماع الأقطاب الثلاثة تركيا و روسيا وإيران في  19 تموز الحالي، من وجهة نضرك؟

الاختلاف الجذري كعقيدة  بين النظام التركي والنظام الإيراني, فالجانب التركي يعلن نفسيه سلطان ويتخذ المنحى السني، ونعلم أن النظام الإيراني يمثل المذهب الشيعي ، ولكن يتفقون على المصالح ولكن ليس بشكل كامل، فإيران تعارض صراحة أي تدخل تركي في المنطقة، لان العملية التركية إذ حصلت  ونجحت تركيا في احتلال تل رفعت ومنبج ، ستكون بالتماس المباشر مع المصلحة الاستراتيجية  لإيران ، فالنظام الايراني يعارض العملية العسكرية لأنها تهديد مباشر لمنطقتي ” نبل والزهراء” ، فوجود إرهابين على مناطق تماس مع القوات الإيرانية لا تريدها.

ولكن التوافقات الدولية في الاجتماع القادم لا نعلم إلى مدى ستكون، ولكن نحن من تجاربنا السابقة لا نعول كثيرا على هذا الاجتماع، فلا نعتبرها إلا إعلان حرب على الغدارة الذاتية، نحن لم تلتزم معنا هذه الدول في مناطق ” تل أبيض ورأس العين “، وايضا الدولة السورية لم تلتزم بواجباتها بالدفاع عن عفرين، لذلك نحن سنأخذ احتياطا بشكل كامل إزاء أي تهديد محتمل علينا.

_ كلمة أخيرة توجهها لشعوب مناطق شمال وشرق سورية؟

أوجه كلمتي لكافة مكونات الشعب في سورية في حلب وحمص وحماة ودرعا والحسكة والسويداء، نحن شعب سوري يجب أن يكون لنا كلمة موحدة للسورين ونضع المصلحة السورية الوطنية أمام أعيننا، المناطق التي يسعى النظام التركي لقضمها هي سورية، وطالما نتكلم عن السيادة السورية والوطنية فيجب أن لا نتخلى عن أي شبر من أراضينا، ولا ننسلخ من هويتنا السوري ، فنحن يجب أن نقف في وجه كل التحديات وأن نرفع صوتنا وندد بالمحتل التركي ، وأن نحافظ على كرامتنا التي نفتخر بها ونقف يد بيد مع الادارة الذاتية فهي تمثلنا وتمثل تطلعاتنا في حياة كريمة .