لكل السوريين

كما الصيف.. أجهزة التبريد الكهربائية تلهب

حمص/ بسام الحمد 

مع دخول الصيف شهدت الأسواق حضوراً كبيراً للأدوات الكهربائية من مكيفات ومراوح، وعلى الرغم من انعدام الكهرباء إلا أنها تشهد إقبالاً شديداً، وتشهد الأسواق انفلاتاً كبيراً وعدم وجود الرقابة.

لم تختلف مجريات الصيف عن غيره من فصول السنة، فكما جرت العادة قُبيل فصل الشتاء أو الصيف يدخل التّجار في سباق مع رفع أسعار المستلزمات، مستغلين حاجة المواطنين إليها واضطرار الكثيرين لشرائها مهما بلغ سعرها.

إذ لم يكد ينتهي فصل الشتاء وهمومه التي أنهكت المواطنين في حمص، من تأمين وسائل التدفئة بدءاً بالمازوت والغاز وانتهاء بالسجاد والأغطية التي حلّت ككل عام كرديف أساسي في تأمين الدفء للكثيرين ممن لم يحالفهم الحظ بتأمين المحروقات.

ودخل المواطن في سباق صيفي حار مع أسعار المراوح التي ارتفعت أكثر من ضعفي ثمنها العام الماضي، علماً أن سعر الصرف كان مستقراً على مدى الأشهر الماضية، لكن يبدو أن حالة رفع الأسعار أصبحت عرفاً وطقساً عند التّجار مع كل طارئ جديد.

وتشهد الأسواق في أسعار الأجهزة الكهربائية دون أي ضوابط أو رادع حقيقي، إذ بدأ التّجار موسم الصيف بضرب أسعار الألبسة والأدوات الكهربائية الصيفية بأرقام خيالية تختلف من محلّ لآخر ومن شارع لآخر لأسباب كثيرة تبدأ بمزاج التاجر وتنتهي بأجرة محله التي يتحملّ دفعها جيب المواطن في كل مرة.

وبالعودة إلى أسواقنا نجد أن أسعار التجهيزات والبطاريات الخاصّة بتشغيل الأجهزة الكهربائية خلال فترة انقطاع الكهرباء تجاوزت المليون ليرة لأدنى نوعية، إذ وصل سعر بعض البطاريات الكبيرة الخاصّة بتشغيل التلفاز والإضاءة المنزلية خلال فترة القطع إلى (4) ملايين حسب جودتها.

في حين وصل سعر بعض المراوح إلى 400 ألف، ليؤكد أصحاب المحال أن ارتفاع سعر الكثير من الأدوات لا يتناسب مع الجودة التي فقدناها في الصناعة المحلية، فارتفاع سعر القطعة يتوقف على المواد الأولية والتي يستوردون الكثير منها، إضافة إلى مستلزمات الصناعة المرتفعة بشكل دوري.

كذلك ارتفاع أجور اليد العاملة ونقل البضائع، الأمر الذي يحتّم ارتفاع سعر الأجهزة الكهربائية أسوة بباقي السلع والمنتجات في السوق المحلية، وهذا ما أجبر الكثير من المواطنين للتوجّه إلى شراء الأدوات الكهربائية المستعملة والتي وعلى الرغم من استهلاكها لسنوات إلّا أنها تُضاهي وتفوق في الكثير من المطارح المنتج الجديد نفسه اليوم، ذلك أن المواد الداخلة في صناعتها سابقاً أفضل وبأسعار أقل، الأمر الذي يُبرّر ارتفاع سعر الأدوات الكهربائية القديمة أيضاً التي مازالت تحتفظ بألق الصناعة قديماً.

وعلى الرغم من عدم تحسّن واقع المنظومة الكهربائية يشهد سوق المراوح والمكيفات إقبالاً لا بأس به، الأمر الذي برّره أحد التّجار باعتمادهم على زبائنهم من طبقة الأثرياء والفئات التي استطاعت تركيب ألواح طاقة شمسية، الأمر الذي أدى لارتفاع سعر المكيفات الجديدة والتي تبدأ بمليوني ليرة وتزداد ارتفاعاً مع زيادة كل طن تبريد.

لم يعد انقطاع الكهرباء حادثاً عرضياً منذ بدء الحرب، بل أصبح واقعاً يفرض نفسه بقوة على السوريين، ووجد الناس أنفسهم مضطرين إلى التأقلم مع ظروف استثنائية وغلاء غير منتهي الأجل على المدى المنظور.