لكل السوريين

بين الماضي والحاضر

احمد الابراهيم

إن في سوريا مدن عديدة وكان لهذه المدن تاريخ حافل، ولكل مدينة من المدن السورية قصتها المميزة، ولكن الجدير بالذكر هو توالي الحكم على سوريا بين الفينة والأخرى دون توقف.

فسوريا باقية ولكن من يحكمها متغيرون بتغير المعطيات التاريخية.

ولعلي سوف أتحدث عن التاريخ القريب لسوريا ولن أتعمق كثيرا في التاريخ السوري وتاريخ ما ضمته من مدن، وسوف نقارن بين سوريا ومدنها وباقي مدن المنطقة، حيث كانت حلب المحرك الاقتصادي الهام في المنطقة برمتها.

وكانت تمتاز برقيها وتنوع الصناعات فيها، وكانت تقع على الطريق التجاري طريق الحرير وكانت مدينة حلب تصنف أنظف وأجمل مدن العام في التاريخ القريب حوالي 1950.

وأيضا لابد أن لا ننسى مدينة التاريخ دمشق والتي تصنف أقدم عاصمة في التاريخ، والتي كانت تتميز بطابعها العمراني الجميل، والتي أخذت تصنيفا عالميا.

وكذلك من المدن السورية الهامة مدينة الرقة التي أنسئت عام 242 قبل الميلاد، وإن هذه المدينة ازدهرت في العصر العباسي، ولعل من أهم صناعات هذه المنطقة هي أفران الخزف الرقي.

وإن هذا الخزف يتواجد اليوم في أهم المتاحف العالمية، وتمتاز المدن السورية بأنها مدن ذات طابع انتاجي ولكل منها تاريخ عريق.

ولكن المفارقة التي نشاهدها اليوم من ضياع في الهوية التاريخية لهذه المدن والضياع المجتمعي الذي أنهكته الحرب يجعلنا لا نؤمن بتاريخنا.

ولعلنا نشاهد اليوم صعود عدة مدن وتطورها بينما كانت في تاريخ 1950 لا يصح أن تقارن هذه المدن بالمدن السورية، ولعل مدينة دبي اليوم والتوجه العالمي نحوها إحدى هذه المدن.

والسؤال هل نحن جيل اليوم نشعر بالمسؤولية التاريخية لهذه المدن، وهل هنالك شعور يتحرك بضرورة الإسراع لمواكبة الحاضر والحفاظ على أسماء مدننا ضمن قائمة المدن الأوائل في العصر الحالي، كما كان لها تصنيفها التاريخي.

أم أننا سوف نسعى لبناء أنفسنا من الجانب المادي فقط دون الاكتراث إلى الواقع العام، وهل سوف نسعى في الأرض كمرتزقة فقط دون ارتباط بالأرض.

وهذا الإحساس بالتخلي عن تاريخنا وعن تاريخ مناطقنا هل سوف يدوم طويلا، أم أن هنالك صحوة ضمير لنتحمل مسؤولية التاريخ الذي صنعه لنا الأجداد.

وهل يا ترى سوف نستطيع أن نرمم الجراح الداخلية دون الالتفات إلى الانتقام لنواكب المستقبل، فهنا يكمن السؤال وهنا يتطلب العمل.