لكل السوريين

هجرة الأطباء كابوس لدى أهالي حماة، ومطالبات للحد منها

حماة/ جمانة الخالد

يطالب أطباء في مدينة حماة وسط سوريا، بالعمل على الحد من هجرة الأطباء، ولا سيما الشباب إلى الخارج، معتبرين أن هجرتهم تمثّل هاجساً مُقلقاً للقطاع الصحي في المحافظة بشكل عام، حيث أن “هجرة الأطباء كانت وما زالت أحد هواجس هذا القطاع الذي يعاني من النزف المستمر”.

ودعا مسؤولين إلى تشكيل لجنة عليا لدراسة أسباب هجرة الأطباء وخاصة من جيل الشباب، لتلافيها والحد من هذه الظاهرة المؤلمة.

وفي مؤتمرهم السنوي، دعا الأطباء في حماة، إلى معالجة مشكلة امتناع المشافي الخاصة عن استقبال الحالات الإسعافية للعاملين في القطاع العام، وإعادة النظر في الضرائب ومعاناة المرضى من الأجهزة القديمة في مشفى مصياف الوطني وخصوصاً جهازي الطبقي المحوري والتنظير.

ولفت الأطباء إلى ضرورة تنظيم عمل الأطباء الاختصاصيين في المشافي الخاصة، وأن يكون وفق وثيقة نقابية من فرع النقابة، وإعادة النظر في الراتب التقاعدي الذي لا يتناسب مع الواقع الحالي.

وبعد أكثر من عقد من الحرب في سوريا، لم يبق في سوري سوى 20 ألف طبيب من أصل 70 ألفا، وفق تصريح نقيب الأطباء السابق كمال عامر في فبراير/شباط 2021، في وقت يخبر فيه الازدحام المستمر في مديريات الهجرة والجوازات بمدن حلب ودمشق عن استمرار رحيل جزء ممَن تبقى.

وفي العموم، فقد غادر حوالي 70% من العاملين في القطاع الصحي البلاد، فيما باتت النسبة الآن طبيب واحد لكل 10 آلاف سوري، بحسب تقرير صدر عن اللجنة الدولية للإنقاذ ٢٠٢١.

وفي محاولة لتعويض النقص، يضطر العاملون في هذا المجال للعمل أكثر من 80 ساعة في الأسبوع، وفق التقرير ذاته.

وعلى وقع الهجرة المستمرة، تقول وزارة الصحة أن البلاد تعاني من نقص كبير في عدد أطباء التخدير، لافتة إلى الحاجة إلى ما لا يقل عن 1500 طبيب لتغطية النقص الحاصل جراء رحيل الأطباء.

وتعاني سوريا من نقص كبير في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة الأطباء والظروف الصعبة التي تحول دون ممارسة المهنة جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتلاحقة.

وارتفعت معدلات هجرة الأطباء من مناطق الحكومة أخيراً، وخاصة بين الخريجين الجدد، إلى حد اضطر به كثيرون لبيع ممتلكاتهم بداعي السفر، وسبق أن كشف رئيس فرع “نقابة الأطباء” في دمشق، عماد سعادة، أن النقابة يردها يومياً نحو 10 طلبات من أطباء يرغبون في الحصول على وثيقة السفر، لعدم وجود أفق واضح لهم في المستقبل.

وقال إن معظم الأطباء الذين يقدمون طلبات للسفر هم من الأطباء الجدد وليس من القدامى، معتبراً أن من الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطباء إلى السفر هو عدم وجود أفق واضح لهم في المستقبل، بمعنى أنه يحتاج إلى وقت طويل حتى يبدأ بالعمل، في المقابل فإن الأطباء القدامى أوضاعهم أفضل بكثير.