لكل السوريين

موظفون من اللاذقية يتحدثون لصحيفتنا عن معاناتهم مع “الراتب الضئيل”

اللاذقية/ سلاف العلي

تكاليف الحياة اليومية باتت ترهق كاهل المواطن لدرجة أنه لم يعد قادراً على الإيفاء بأبسط متطلباتها بارتفاع الأسعار المستمر، فالراتب الذي ينتظره الموظف في آخر الشهر لا يسد الرمق فكيف بالمواطن الذي يعيش حياته كل يوم بيوم، مفارقات عدة يعيشها المواطن السوري.

السيدة سحر، ممرضة في مستشفى تشرين باللاذقية، متزوجة وزوجها في الاحتياط تقول “عن أي راتب نتكلم؟ بالكاد يتم قبضه باليمين ليصرف باليسار”، مضيفة “لولا الدعم والمساعدة من أهلي وأهل زوجي لا نعرف ماذا يحل بنا”.

وتضيف “أنا واحدة من تلك النسوة المدبرات اللواتي من لا شيء تصنعن شيئاً، واقتصادية نوعاً ما، فعلى المثال لا أشتري أشيائي إلا من محلات الجملة وإذ كان هناك ما يمكن الاستغناء عنه فلا تردد وأسعى إلى عدم رمي الألبسة القديمة والتي باعتقادي دائماً يأتي وقت نحتاجها فمن بنطال قديم مع بعض الإضافات وعمليات القص واللصق يصبح بنطالاً جديداً ومن كنزة صوفية قديمة أعيد حياكتها لتبدو في حلة أبهى ولا نشتري ملابسنا إلا في مواسم التنزيلات ومع هذا كله يكاد لا يمر الشهر إلا بشق الأنفس”.

كفاح، موظف في شركة نسيج اللاذقية ومع كل صباح يذهب فيه لدوامه يتجدد أمله بأن يبقى قادراً على تحمل الأعباء اليومية.

يعيش كفاح مع زوجته وأطفاله في بيت أهله بعد أن أصبح عاجزاً عن دفع آجار بيته بعد ارتفاع إيجارات البيوت وارتفاع أسعار كل شيء، يقول “صحيح أنه موظف يتقاضى راتباً ولكن ماذا يكفي الراتب فلا يكاد يكفي دفع أقساط القروض العديدة التي عليه إضافة لتسديد الديون المتراكمة عليه”.

عدنان موظف يؤكد أن الوظيفة وحدها لا تكفي وخصوصاً في زمن الأزمات والحرب وارتفاع الأسعار مشيراً إلى أن الراتب لا يكفي لكنه يقي العوز والحاجة وذل السؤال ويتابع: أعمل في دوامي صباحاً وبعد الظهر أعمل في مطعم لأعيل نفسي وعائلتي.

في داخل البيوت كثير من القصص والحكايات ولكل قصته وظروفه ومقولة البيوت أسرار تخفي خلفها كثيراً وليس كل باب يطرق يكون قادرا ًعلى البوح بضيقه ووجعه.