لكل السوريين

ثقافة المرأة الطريق الصحيح للوصول إلى الانفتاح والانعتاق والحرية

السوري/ الحسكة

لا يمكن لحضارة أن ترتقي بدون جناحيها الرجل والمرأة بفعالية عالية لكليهما، لنراكم بهما سويا المحصلة القصوى لزخم القوة الضرورية لتطور المجتمعات وعلوها، و بطبيعة الحال لابد من امتلاك الإيجابية الأهم من جانب الأنثى، لأنها نصف المجتمع من جهة و مربية النصف الآخر من جهة أخرى.

و لا يمكن لهذا الدور أن يكون رائداً من دون توفر الوعي الفردي والجمعي، مع انتشار واقع ثقافي راق يشكل الضامن الرئيسي لهذا الدور وفق حالة مجتمعية سامية و مديدة، وانطلاقاً مما سبق التقت صحيفتنا مع الاستاذة ريما محمود رئاسة مجلس المرأة في الحسكة لنتكلم عن مفهوم المرأة المثقفة وفقاً لمعايير تعليمية واجتماعية ومدى أهمية ثقافة المرأة.

ففي بداية حديثها قالت: لا يمكن أن نجد امرأة مثقفة بالمعنى الصحيح بعيداً عن مفهوم الوعي، فالمرأة المثقفة هي التي تعي تماماً معنى ثقافتها، فتوظفها بشكل إيجابي وفي المجال المناسب، ولابد أن تكون ثقافتها ملتصقة بدرجة عالية من الوعي بحيث يتقبلها المجتمع بل ويحميها لأنها لم تقم بإلغاء دورها الأساسي والمطلوب منها أولا وأخيرا.

واضافت، لقد أتى دور المرأة إيجابياً في مرحلة ما، لأنه كان مصححا ومصلحا لواقع بائس أو على الأقل فيه انتقاص لقيمتها، حيث كانت تعاني من ظلم ما، فكانت ردة فعلها كثورة طيبة أتت ثمارها مليئة بالالتزام  والإيجابية، أما في وقتنا الحالي الذي نالت فيه المرأة مستوى عالياً من المساواة وعرفت بطريقة ما معنى الانفتاح والانعتاق والحرية فإن دورها أصبح دقيقاً وعلى المحك كما يقال.

واكملت، المرأة حاليا أمامها تحدي واضح يكمن في قدرتها على صون نجاحاتها وحمايتها عبر العمل على عدم تجاوز بعد الخطوط الحمر الواضحة لأن في ذلك خطراً على إنجازاتها، وعلى صورتها التي قبل بها المجتمع ودعمها، ونعود هنا لفكرة الوعي فهذه الخطوة المهمة تتطلب الكثير من الوعي والحرص.

واردفت, لكل امرأة مجال تعمل فيه حتى لو كانت ربة منزل، لا شيء يلجم إرادتها الطيبة حتى لو اقتصر عملها على تلقين المبادئ والمفاهيم الصحيحة لأولادها ولمن حولها ففي ذلك إنجاز رهيب.

أما المرأة العاملة فقد أثبتت أنها (أخت رجال) واستطاعت تحقيق نوع من المساواة سواء في الجهد أو الإبداع

واشارت إلى ان ،المعضلة تكمن في أنه عليها التمسك بدورها الأساسي وعدم التخلي عن صورتها الجميلة التي وهبتها إياها الطبيعة، وعندما تغفل عما هو من صلب مهامها تكون قد خسرت الكثير مقابل ما كسبته في سباقها مع الرجل والمجتمع ،وهنا أيضا يبرز الوعي المترافق بنوع من الرضا والقوة بآن معا

وايضا قالت: صحيح أن الفضول ليس محبباً لكنني أراه مفيداً جداً في مجال المعرفة، إن لم نكن فضوليين في الاطلاع والاستطلاع، فلن تتسع مداركنا ولن تتحسن معرفتنا، فالمرأة يجب ان تكون حريصة على التنويع في القراءات ولو بعيداً عن مجال الأدب وان تبحث دائماً في زوايا مخبأة ومختلفة الإضاءات: دينية، عقائدية، علمية، تاريخية، جغرافية، طبية، وحتى فلسفية

وفي الختام قالت: ان المرأة اذا لم تتمتع بالوعي الكافي لن يكون بإمكانها إثبات ثقافتها وستكون صورتها منتقصة أو حتى مشوهة وستأتي جهودها فاشلة ويتم فهمها بشكل خاطئ تماماً.