لكل السوريين

محافظة السويداء.. قرى وبلدات خارج نطاق التغطية

بعد تحسن جزئي لفترة قصيرة، عادت أزمة الاتصالات في المحافظة لتحرم عشرات آلاف المشتركين من الخدمة، وخاصة بالريف الشرقي والجنوبي للمحافظة، إضافة إلى مدينة السويداء والقرى المجاورة لها، وبعض القرى والبلدات بريفها الشمالي والغربي، حيث يشتكي مئات المواطنين في هذه المناطق من تدهور خدمة الاتصالات التي تختفي عند انقطاع التيار الكهربائي لمدة 5 ساعات متواصلة، وعودته لساعة واحدة ينقطع خلالها بشكل عشوائي عدة مرات.

وبات انقطاع الاتصالات الأرضية والخليوية لساعات طويلة أمراً شبه يومي بسبب تقنين الكهرباء الحاد، ونقص مخصصات الوقود اللازمة لتشغيل مولدات المراكز الهاتفية، لتصبح خدمة الاتصالات في أسوأ حالاتها.

ولا تقتصر الأزمة على خدمة الاتصالات الأرضية والانترنت، بل أصبحت خدمات الاتصالات الخليوية بأسوأ حالاتها أيضاً، لنفس الأسباب، مما جعل معظم قرى وبلدات المحافظة خارج نطاق التغطية لفترات طويلة.

تبرير وتحذير

أعلنت مديرية الاتصالات بالمحافظة خروج عدد من المراكز الهاتفية عن الخدمة بسبب صعوبة تأمين الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية الضرورية لتأمين استمرارية تشغيلها خلال فترة التقنين الكهربائي.

وأعاد مصدر في المديرية تراجع الخدمة في المقاسم الأخرى، إلى انقطاع التيار الكهربائي، والانخفاض الكبير في كميات المحروقات المخصصة للاتصالات.

وأشار إلى أن هذه المشكلة خارجة عن إرادة المديرية، كون مديرية المحروقات والمحافظة تحددان هذه المخصصات.

ورغم كل ذلك استمرت المديرية بتحذير المشتركين من قطع الخدمة عنهم، في حال عدم التزامهم بدفع الاشتراكات أو تأخيرها.

والمثير للسخرية أن المشتركين لا يستطيعون الدفع غالباً بسبب انقطاع الكهرباء، وبالتالي انقطاع الانترنت خلال فترة الدوام الرسمي، كما حصل في أكثر من بلدة، وصف أحد ابنائها تحذير المديرية بأنه يشبه انذار غورو.

وتركزت تعليقات المواطنين هذا الوضع بعبارات ساخرة مثل “طالما ما بتقدرو توفرو الخدمة.. على أي أساس بدكن اشتراكات” و ” مندفع مصاري والتليفون أخرس”.

تصاعد الاحتجاجات

شهدت بعض قرى المحافظة في الأسابيع الماضية، احتجاجات على تراجع خدمة الاتصالات، مما أدى إلى توفير المحروقات للمقاسم في هذه المناطق لأيام قليلة عادت بعدها المشكلة كما كانت.

وفي بلدة الكفر جنوب السويداء احتجزت مجموعة أهليّة، صهريج مازوت أرسلته مديرية الاتصالات إلى مقسم البلدة، وطالبت بإفراغ كامل حمولته في خزان المقسم، نتيجة تفاقم أزمة الاتصالات في البلدة.

وفي بلدة عريقة شمال غرب السويداء، أوقف محتجون من شباب البلدة تشغيل محطة اتصالات رئيسية لتغذية الاتصالات السلكية واللاسلكية وخطوط الجيش، احتجاجاً على تردي خدمة الاتصالات في البلدة، وأكدوا أن المحطة ستبقى متوقفة عن العمل إلى حين تحسين الخدمة فيها.

يذكر أن المحافظة تشهد تراجعاً حاداً في كافة الخدمات كالمياه، والاتصالات، والمواصلات، والتدفئة وغيرها، وتصاعدت مظاهر احتجاج الأهالي على ذلك في الأيام القليلة الماضية بأساليب بعضها عنفية، في ظل تقاعس الدولة عن القيام بمسؤولياتها الأساسية.