لكل السوريين

الراحل هيثم برجكلي لاعب برازيلي في ثياب سورية

تقرير/ حسين هلال

من نجوم كرة القدم السورية خلال حقبة السبعينات والثمانينات، وقد صنفه النقاد بأنه أفضل من شغل مركز الجناح الأيسر في سوريا وأشهر من حمل الرقم 11، ورغم أنه كان يلعب بقدم واحدة هي اليسرى فقط،  لكن كأنها عدة أقدام.

وقد كان بفترة تألقه حلم لكثير من اللاعبين بأن يصلوا لمستواه الفني، وقد أطلق عليه أكثر من لقب أشهرها اللاعب الطائر وكان يمتلك قدم قوية ومهارية ويتميز برفعاتها الموزونة وتسديداته الصاروخية ومن مسافات بعيدة، وكان يقول عنه شيخ المعلقين الرياضيين المرحوم عدنان بوظو (الطابة مربوطة بقدمه) لما كان يملكه من فنيات ومهارات عالية حتى أن الجمهور كان ينتقل إلى المدرج المقابل في الشوط الثاني ليشاهد مهارات هذا اللاعب عن قرب، إضافة إلى تميزه باللعب كان يعرف عنه امتلاكه للأخلاق العالية وتواضعه.

وللتعرف على المزيد عن مسيرة هذا النجم الكروي الذي لم يتكرر حتى تاريخه، نجد أنه بدأ بممارسة كرة القدم في المدرسة ومع فرق الأحياء الشعبي ونظرا لبروز موهبته مبكرا انضم إلى نادي المغاوير أبرز الأندية السورية في دمشق في فترة الستينات، ثم انتقل  في عام 1974 إلى نادي الشرطة الذي كان يشكل أحد قطبي كرة القدم السورية مع نادي الجيش في تلك الفترة، حيث كانا يضمان أبرز لاعبي منتخب سوريا، وخلال فترة وجوده مع نادي الشرطة ساهم مع زملائه بالفوز بلقب بطولة الدوري في عام 1979كذلك شارك في الحصول على كأس الجمهورية في نفس العام، بعدها انتقل إلى نادي الوحدة ولعب معه لفترة من الوقت، كذلك كان  يستعيره نادي الجيش خلال المشاركات الخارجية والبطولات العسكرية لأنه كان أبرز لاعب في سوريا في مركز الجناح الأيسر.

أما عن مسيرته مع المنتخبات الوطنية فقد شارك مع منتخب سوريا في كأس القنيطرة في عام 1974، وكأس فلسطين 1975، والدورة العربية السادسة التي جرت في دمشق عام 1976، وكذلك كان ضمن أفراد المنتخب الذي  خاض تصفيات كأس العالم في عام 1978.

وبالنسبة لأجمل أهدافه خلال مسيرته مع المنتخب الوطني فكان هدف الفوز. على منتخب نيجيريا في بطولة العالم العسكرية في دمشق عام 1977 كذلك سجل هدفًا في شباك المنتخب السعودي في عام 1978، وفي منتصف الثمانينات توقف عن اللعب وأعلن عن اعتزاله ووقتها كان ضمن صفوف نادي الوحدة، ولم يبتعد عن أجواء اللعبة، حيث عمل مدربا لفترات متقطعة في بعض الأندية الدمشقية.

ومن أبرز الذكريات في مسيرته الكروية الطويلة أنه في بداية  الثمانينيات زار دمشق منتخب البرازيل للشباب بكرة القدم ولعب مباراة ودية مع المنتخب الوطني وبعد المباراة أبدى مدرب المنتخب البرازيلي إعجابه باللاعب الذي كان يحمل  رقم (11) مؤكدا أنه يمكنه اللعب في الدوري البرازيلي، وشبهه من حيث المهارات الفائقة التي يمتلكها ووصفه بأنه لاعب برازيلي في ثياب سورية وعلى أثر ذلك تلقى عرضا للاحتراف في البرازيل من نادي بوتافاجو أحد الأندية المعروفة في البرازيل وقارة أمريكا الجنوبية.

كما تلقى عرضا من نادي سراييفو البوسني للتوقيع عقد معه وبذلك يعتبر أول لاعب سوري يدعى للعب في الأندية الأوربية، كذلك تلقى عدة عروض من أندية مصرية لكن نادي قوى الأمن رفض جميع تلك العروض لأنه كان بحاجه ماسة لوجوده بالفريق ولا يمكن أن يستغنى عنه لعدم وجود البديل المناسب له في مركزه خاصة أنه كانت في تلك الفترة المنافسة حامية الوطيس بين ناديي الجيش والأمن على زعامة كرة القدم السورية.

وخلال فترة ممارسته اللعب في عدة أندية عاصر العديد من اللاعبين ومن نجوم كرة القدم السورية ومن أبرزهم

الجيل الأول:

غسان كزبري، محمد خير ظاهر، شاهر سيف، أحمد العقاد، زهير تللو، المرحوم عبد المنعم نعيمي، رياض أصفهاني، والمرحوم محمود طوغلي.

الجيل الثاني:

أنور عبد القادر، هاشم الشلبي، عمر عليان، جورج نصري، المرحوم بسام جرايحي، جهاد شيط، مروان شريفة، فؤاد عارف، مأمون مهندس، أحمد وتد، عبدالعزيز باير.

الجيل الثالث:

وليد إسلام، جمال هدلة، محمد كم الماز، أنس طقوز، خالد عيسى، عماد دحبور، عمر صالحان، كما عاصر عدة مدربين منهم أحمد زرزور ، لطفي كركوتلي، زكي ناطور.

ويقول عنه الصحفي مالك حمود في حديث لأحد المواقع، أن الراحل هيثم برجكلي يعتبر أفضل من ارتدى الرقم 11 بتاريخ الكرة السورية، التي فشلت أن تنجب لاعباً بمهارته وموهبته.

وكان الراحل مميزاً بقدمه اليسرى، وبقدرته على المراوغة مهما ضاقت المساحات أمامه، ولو كانت مدرجات ملعب العباسيين تتكلم، لتحدثت عن نجوميته لكن يحز بالنفس أن الراحل كان قليل الحظ في الملاعب السورية، واعتزل مبكراً وبعد اعتزاله عمل كسائق تاكسي، وهنا لا أقلل من المهنة، بيّد أن نجما كالبرجكلي، كان يستحق مسيرة أفضل، بما قدمه للكرة السورية كما أنه لم ينل ما يستحق من التكريم قبل وبعد وفاته.

وتجدر الإشارة أن النجم الراحل هيثم برجكلي هو من مواليد دمشق عام 1954, توفي في عام 2020 عن عمر يناهز 66 عاما إثر نوبه قلبية مفاجئة.