لكل السوريين

إنهاء المرحلة الأولى من ترميم قوس النصر الأثري في تدمر

حمص/بسام الحمد

أنهت الورش العاملة واللجان المشتركة من المديرية العامة للآثار والمتاحف والأكاديمية الروسية للعلوم عملها الميداني ضمن المرحلة الأولى من عملية ترميم قوس النصر وفق الاتفاقية الموقعة بهذا الخصوص لإعادة ترميم موقع تدمر التاريخي، والذي تضرر نتيجة الحرب على تنظيم داعش وأعمال التنظيم التخريبية.

 

كان تدمير القوس أكبر ضربة يتعرض لها التراث البشري حيث دمر بعد أشهر من تدمير معبدي بل وبعلشمين أيضا على يد التنظيم الإرهابي داعش وكانت الحادثة في أواخر شهر آب من سنة 2015.

 

وبدأت في شهر أيار الماضي بمدينة تدمر الأثرية أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم قوس النصر الأثري، ويتم تنفيذ أعمال الترميم بالتعاون بين وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومركز إنقاذ ترميم الآثار التابع لمعهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية.

 

وقوس النصر عبارة عن بوابة ذات ثلاثة مداخل، فوقها قوس تُزينه نقوش هندسية ونباتية، بناه سيبتيموس سيفيروس بين عامي 193 و 211 ميلادي، يحيد القوس حوالي 30 درجة عن الطريق المستقيم.

 

بني القسم الأكبر من قوس النصر في نهاية القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ليوصل الطريق المستقيم بمعبد بل، ولكن بنائه لم يكتمل، القسم الأوسط من الطريق المستقيم وعرضه 11م كان للحيوانات والعربات لذا لم يكن مرصوفاً وعلى الجانبين الرواقان، وكل واحد عرضه 7م، وهما مسقوفان لهما أعمدة قطر الواحد منها 0.95م وارتفاعه 9.5م، وللأعمدة أرفف لحمل تماثيل الشخصيات الهامة وتحت التمثال اسم صاحبه لم يبق منها سوى 150 عموداً، وكانت المخازن والأماكن العامة تُفتح على هذه الأروقة.

 

ونُفذت المرحلة الأولى من اتفاقية ترميم القوس بإشراف خبراء من المديرية وتمت دراسة الركام من خلال أحدث الأجهزة التي أحضر الجانب الروسي جزءاً منها فتم توثيقه بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد وفرزه وترقيمه وتصنيفه منهجياً ودراسة حجارة القوس المتهدمة ومدى إمكانية إعادة استخدامها في المرحلة الثانية وهي مرحلة إعادة البناء.

 

كما أجريت أعمال تنقيب منهجي في محيط القواعد الحاملة للقوس للتأكد من عدم وجود أي مشاكل إنشائية قد تؤثر في عملية إعادة البناء التي ستتم بمراعاة المعايير العالمية لترميم الأوابد الأثرية.

 

وتبلغ تكاليف المرحلة الأولى في هذا المشروع لمختلف الأعمال والآليات المستخدمة قدمت من الأمانة السورية للتنمية وهي الشريك الوطني الثالث، وفق بيان المديرية حيث قدمت الأمانة أكثر من 160مليون ليرة سورية.