لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – لطفي توفيق 

أطلقت جهود خيرية مجتمعية في بلدة عرمان جنوب شرق السويداء، مبادرة أهلية تحت اسم “عرمان رؤى ومشاريع” بهدف تمكين وتأهيل شريحة من ذوي الدخل المحدود ومعدومي الدخل، للدخول إلى سوق العمل، وتكفل أحد أبناء البلدة بجميع مصاريف ونفقات المبادرة.

واستهدفت المبادرة القادرين على العمل ولا يملكون الإمكانيات اللازمة، وشملت فئة واسعة من المستحقين تم اختيارهم بعناية، ومنحهم أكثر من تسع عجانات وماكينات خياطة وعشرات الحصص الزراعية ومئات الدجاجات لتربيها في منازلهم.

كما أطلقت البلدة مبادرة خيرية أخرى استهدفت الذين يمتلكون القدرة على العمل، لكنهم بحاجة لخبرة والمؤهلات، وأقامت دورة للخياطة لمدة أربعة أشهر تخرجت منها عشرات السيدات بعد اكتسابهن خبرة تفتح لهن أبواب الدخول إلى سوق العمل، وتكفل “فاعلو الخير” بكافة تكاليف الدورة التدريبية وصيانة ماكينات الخياطة، التي وصلت إلى مليون وثمانمائة ألف ليرة سورية.

واختتمت الدورة أعمالها بحفل أهلي حضرته معظم الفعاليات الاجتماعية في البلدة، وتخلله تخريج السيدات، وحفل عرض أزياء بسيط لمجموعة من الأطفال الذين كانت ملابسهم من إنتاج الدورة تصميماً وخياطة.

وأعلنت بعض الخريجات خلال الحفل عن افتتاح مشاغل للخياطة ومباشرة العمل فيها.

يذكر أن بلدة عرمان نادراً ما تخلو من مبادرات خيرية متنوعة يساهم بها أبناؤها من المغتربين والمقيمين فيها، وقد شهدت البلدة قبل ذلك عدة مبادرات خيرية في مجال مساعدة الطلاب على الاستمرار بتحصيلهم العلمي من خلال تأمين مستلزماتهم المدرسية، وتكاليف انتقال طلاب الشهادات إلى مراكز الامتحانات.