لكل السوريين

بقصد الهجرة.. ازدحام غير مسبوق على أماكن تعليم اللغات الأجنبية في طرطوس

طرطوس/ أ ـ ن

ان أماكن تعليم اللغات الأجنبية في مدارس ومعاهد خاصة ومنازل مدرسين، تلاقي ازدحاما غير معروف سابقا، وان معظم الذين يبحثون عن مقعد للتسجيل من اجل تعلم اللغة الأجنبية، المانية، إنكليزية، فرنسية، روسية، إيطالية، هم من الشابات والشباب ومتخرجين بشهادات جامعية ومعاهد، وذلك بحثا عن عقد عمل او شغل في خارج البلاد في دول مختلفة فتحت أبواب الهجرة اليها في افريقيا او كندا او أسترالية او بعض البلدان الاوربية.

السيد طلعت سنة أولى تخصص في جامعة طرطوس قال لنا: أوقفت دراستي التخصص واهيئ نفسي للذهاب الى الخارج بكندا واستكمال تخصصي مع فرصة عمل هنالك، منه اسافر واتعرف على بلدان أخرى وفيها امان وسلام ولا حروب، ومنها اتعلم واختص واعمل، واؤمن مستقبلي واضمنه, فهنا لازالت الحرب مستمرة ولا امان والشغل هنا بالويل يؤمن لقمة العيش وانا اريد ان اتزوج واكون اسره وبيت ، وبهذه الأجواء لا يمكنني ان اقف على رجلي الا بعد عشرين سنة ولا بيت ولا عيادة ولا اسرة، فالهجرة تؤمن لي المستقبل وتختصر الزمن لي، واتعلم الفرنسي وبكثافة دراسة ومحادثة لأنني سافر الى كندا القسم الفرنسي ويمكنني ان اكمل تخصصي ويمكنني ان اختص واعمل اذا اردت بفرنسا.

الدكتورة رنا اخبرتنا: انها تركت اختصاص هضمية سنة ثالثة في الأسد الجامعي بدمشق، والان تتعلم اللغة الألمانية فان وجهتها المانية والكثير من زملاؤها سبقوها وأجرت مقابلتين في السفارة الألمانية بلبنان ونجحت حتى الان بامتحان القبول، وهي تعمل على تأمين الكفالة او المبلغ النقدي للضمانة بسفرها وهو يتجاوز ال 15 ألف دولار، فهي تبحث عن مستقبلها وحياتها وستكمل اختصاصها وتعمل، وهنالك أكثر املا وامانا، وستسافر بشكل نظامي بعيدا عن المخاطر.

السد جمال وهو طالب سنة خامسة هندسة معلوماتية في جامعة طرطوس أعلمنا: ان يتعلم اللغة الروسية املا باللحاق بأخيه الذي يدرس الهندسة المدنية في روسية، وهو سيؤمن عمل هنالك ويكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في الهندسة، وسيؤمن له ذلك فرصة عمل تكفيه وبعد ذلك تنفتح أبواب المستقبل له، فهنا لا افق مستقبلي، ولقمة العيش لن تستطيع تأمينها، حتى لو توظفت بعد خدمة العلم التي لا نعلم مدتها، والتي يضيع نصف عمر الشاب ويخرج ايد من ورا وايد من قدام، وبعد ال35 سنة من العمر سنبدأ ، انما بالهجرة اكمل دراساتي العليا واعمل ومن ذلك ابني مستقبلي ويصبح العالم مفتوحا امامي، لذلك انا منهمك بدراسة اللغة الروسية وتعلمها قراءة وكتابة ومحادثة ببرنامج تعليمي مكثف.

الدكتور خالد وهو اختصاصي قلبية منذ سنة، ينجز أوراق السفر ويهيئ حاله للسفر الى الصومال الإيطالي قال لنا: نيتي السفر من اجل العمل وهنالك في الصومال الرواتب جيدة والعقد جيد وشروطه مقبولة فقد قررت السفر كم سنة من اجل العمل وتأمين ما أستطيع لشراء بيت وعيادة والزواج وتزداد خبرتي بالطب أكثر وهنالك الأجواء امنة وكأنك تعيش بأوربة وسأدفع بدل عن خدمة العلم، والمطلوب من الان هو تعلم اللغة الإيطالية قراءة ومحادثة لتؤهلني للعمل.

السيد منتصر وهو خريج معهد هندسي استطاع تأمين فرصة عمل ودراسة في احدى الدول التابعة لبريطانية واعتذر عن ذكرها لكيلا يحاربوه وتروح الفرصة حسبما قال، واضاف غايتي الأساسية هو العمل والدراسة او تكميل تحصيلي العلمي ونيل شهادة مهندس، والفرصة الان متاحة، ولذلك كل وقتي لتعلم اللغة الإنكليزية والكتابة والقراءة والحكي بها، بعيدا عن هذا المدفن الذي نعيش به لا امل ولا افق ولا طموح ولا مستقبل لنا الا الموت او الشحادة.

كل ما التقيناهم وما سمعنا عنهم يدرسون مستويات اللغة والاهم المحادثة، املا في الدخول الى المجتمعات التي سيهاجرون اليها والاندماج معهم عبر الدراسة او الدراسة والعمل ومنهم من غايته التخلص من خدم العلم المديدة التي لا يعلم أحد متى يمكن سننتهي فيما اذا بقي المرء حيا.