لكل السوريين

زواج الأقارب بين قلة الوعي وتجاهل الأمراض

يورث زواج الأقارب زواج الأقارب حالات مثل الإجهاض المتكرر، والإعاقات المتعددة، والتلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، ونتيجة لقلة الوعي لدى المقبلين على الزواج لمواجهة هذا الواقع الخطير، وارتفاع تكاليف الفحوصات الطبية قبل الزواج، ازدادت نسبة هذه الأمراض.

ينتشر زواج الأقارب بكثرة في المجتمعات المحافظة، وتعتبر حماة من أكثر المجتمعات المحافظة في سوريا، يزيد قلة الوعي وتجاهل إجراء التحاليل الطبية.

وبحسب أطباء، أن المريض يبدو سليما ظاهريا، أما فعليا فقد يكون حاملا للمرض، ولا يتم ملاحظة أي مشكلة لديه، إلا عند زواجه من إحدى قريباته الحاملة للمرض، وعندها ستكون النتيجة 25 بالمئة، من الأولاد مصابين و25 سليمين، و50 بالمئة، حاملين للمرض كأبويهما، وبالتالي ظهور المشكلة ذاتها عند هؤلاء الأطفال مستقبلا عند زواجهم من إحدى قريباتهم.

ووفقا لآخر إحصائية فقد بلغ عدد مرضى “فقر الدم المنجلي والتلاسيميا” الذين يتلقون علاج نقل الدم على امتداد سوريا 5800 مريض، وأنه من 60 إلى 70 بالمئة، من الإعاقات في سوريا سببها زواج الأقارب، وأن التلاسيميا وفقر الدم المنجلي، من الأمراض الأكثر انتشارا في سورية، ما يحتم ضرورة تضمين الفحص الطبي قبل الزواج التحليل الطبي الخاص بهما.

والفحص الطبي يمكن أن يكشف التلاسيميا والمنجلي، بينما لا يمكنه كشف باقي الأمراض، لذلك الإقلال من زواج الأقارب ضرورة، من أجل حماية الأولاد من الأمراض الناجمة عن هذا الزواج، والتي يصل عددها إلى 1000 مرض وراثي، وخاصة مع عدم توفر التحاليل اللازمة لكشفها.

ويعتبر مرض التلاسيميا خطير ورحلة العلاج طويلة وصعبة، وبالتالي يحذّر من زواج الأقارب، خاصة أن بعض الأطفال قد لا يستجيبون للأدوية، لأسباب مختلفة، والنتيجة ستكون حتما حياة غير طبيعية.

والبعض وعلى الرغم من معرفتهما بوجود المرض إلا أنهما يتزوجان، وخاصةً في بعض البيئات التي تكون فيها ابنة العم لابن عمها منذ الصغر، ما يجعل الفحص الطبي قبل الزواج في مثل هذه البيئات تحصيل حاصل، لعدم الاعتراف به أو أخذ نتيجته على قدرٍ من المسؤولية.

ويطالب أطباء بضرورة اتخاذ خطوة مهمة بالتعاون مع المحاكم الشرعية، تتمثل بمنع تسجيل وتثبيت الزواج في المحكمة في حال كان الطرفان حاملين للمرض، علما أن تطبيق هذا الإجراء يتخلله الكثير من الصعوبات، لأن البعض يكتب كتابه (عرفي أو شيخ) ويحدث حمل، ليضطر القاضي لاحقا لتثبيت الزواج حتى لو كانا مريضين.

والقانون لا يمنع زواج الأقارب لأسبابٍ مرضية، على الرغم من الأرقام المرعبة لضحاياه، لذلك يجب على المواطنين أخذ الأمر على محمل الجد، وأن تأخذ الجهات المعنية على عاتقها توعية الناس لمخاطر زواج الأقارب على الأسرة والمجتمع، من خلال الندوات والمحاضرات وغيرها.

ويعاني القطاع الطبي الحكومي في حماة، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ”الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى”، كما أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، وبعض المستشفيات فقدت ما يقارب 50 بالمئة، من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.