لكل السوريين

اليوم العالمي للعمل الإنساني

لطفي توفيق

يوم غد.. اليوم العالمي للعمل الإنساني

يوم غد.. سيتذكر العالم الذين قُتلوا أو جُرحوا أثناء القيام بأعمالهم الإنسانية النبيلة.

ويوم غد.. سيرسل العالم رسائل شكر.. لمن وهبوا جهدهم ووقتهم..

وربما حياتهم.. لمساعدة المتضررين من كوارث الطبيعة..

ومن كوارث الإنسان .. وحماقاته..

في الحروب.. والقتل.. والتهجير.. والتجويع..

واغتيال البشر والأفكار.. والأحلام.

وهي أشد فتكاً من كوارث الطبيعة

كثيرون حول العالم.. يعانون الكثير من أجل العثور على الطعام.. والماء..

وكثيرون حول العالم يتحولون إلى طعام لأسماك البحر..

خلال رحلة بحثهم عن مكان آمن..

وكثيرون.. يستجدون المأوى.. دون جدوى..

أمام أبواب الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان ليل نهار..

يوم غد.. سيتحدث الكثيرون عن مآثر اليوم العالمي للعمل الإنساني..

وقد لا يتحدث أحد.. عن الهجمات التي تشن على العاملين في المجال الإنساني..

وعن المنظمات التي تواجه ملاحقات قانونية..

لمجرد قيامها بمساعدة المهاجرين، وطالبي اللجوء.

في الولايات المتحدة وأوروبا.

وعن تجريم أعمال الإغاثة.. وتسييس المساعدات الإنسانية..

وعن استهداف من نذر نفسه لمساعدة الآخرين..

مع أن شعار هذا اليوم العالمي هو.. لست هدفاً…

ويوم غد.. ستنهال كلمات الإطراء.. وربما قصائد المدح للعاملين في هذا المجال..

وقد تعقد ندوات.. ومحاضرات تتحدث عن مآثرهم.. وبطولاتهم.

ولكن…

ماذا تعني رسائل الشكر.. أو كلمات الإطراء…

للجيوش البيضاء التي تواجه وباء كورونا، وتعمل بإخلاص منقطع النظير.. وإيثار لافت…

دون تأمين أبسط وسائل السلامة الضرورية لهم..

في معركتهم مع العدو الغامض والقاتل..

وماذا تعني رسائل الشكر.. أو كلمات الإطراء…

للمرأة.. وللجان النسائية.. التي نذرت نفسها لرعاية الأيتام والأرامل..

وقرعت جميع الأبوات لجمع التبرعات لهم..

وأقامت كل أنواع الأنشطة التي تؤمن دخلاً لمساعدة هذه الأسر…

دون تأمين أبسط حماية اجتماعية لها..

في مواجهة الرافضين لدورها.. والمتحرشين بها..

والغافلين عن فهم نبل المبادئ التي يقوم عليها هذا العمل.

والأمثلة كثيرة.. ومتنوعة.

ونحن..

هل نستطيع أكثر من توجيه رسالة شكر..

يوم غد.. لمن نذر نفسه.. وربما حياته..

لمساعدة الآخرين في أي بقعة في العالم..

رغم كل هذه الظروف.