لكل السوريين

استنفار أمني واسع وسط سوريا بعد تحركات مقلقة لـ”داعش” في البادية

تشهد مناطق البادية السورية الممتدة بين ريف حمص الشرقي ودير الزور توتراً أمنياً متصاعداً، على خلفية تحركات نشطة لخلايا مرتزقة “داعش”، ما دفع عدة جهات عسكرية وأمنية في سوريا إلى إعلان حالة استنفار قصوى.

وأصدرت قيادة “جيش سوريا الحرة”، المنتشر في منطقة التنف وأجزاء من البادية، تعميماً عاجلاً إلى وحداتها العسكرية يقضي برفع الجاهزية والاستنفار الفوري، عقب ورود معلومات استخباراتية عن نشاط متزايد لمرتزقة التنظيم الإرهابي في المنطقة.

بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التابعة لسلطة دمشق حالة الجاهزية الكاملة، تحسباً لأي تصعيد مفاجئ أو هجمات محتملة قد تنفذها خلايا “داعش”، خاصة في المناطق الصحراوية ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة.

ويأتي هذا التوتر بعد نشر التنظيم بياناً مرئياً عبر منصاته الإعلامية، وجه فيه تهديداً مباشراً لرئيس حكومة دمشق، أحمد الشرع، واصفاً إياها بـ”المنحرفة عن الشريعة”، متوعداً بشن “عمليات ميدانية قريبة”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد حذّرت، الأسبوع الماضي، مواطنيها من السفر إلى سوريا، مشيرة إلى “معلومات موثوقة” بشأن هجمات وشيكة قد تطال مواقع يرتادها السياح أو المدنيون. ورفعت الوزارة مستوى التحذير إلى الدرجة الرابعة، مؤكدة أنه “لا ينبغي اعتبار أي جزء من سوريا بمأمن من العنف”.

وفي تطور ميداني، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن مجموعة مسلحة يُرجح تبعيتها لـ”داعش”، أقامت حاجزاً مؤقتاً في منطقة المثلث قرب مدينة تدمر، وقامت بتفتيش المارة والتحقق من هوياتهم، قبل أن تنسحب عبر قرية جزل باتجاه منطقة الدوا.

وتُعد قرية جزل من المناطق الحيوية في ريف حمص الشرقي، نظراً لاحتوائها على حقل نفطي استُهدف مراراً بهجمات للتنظيم في السنوات السابقة، مما يزيد من المخاوف من عودة قوية لـ”داعش” في مناطق البادية السورية.