لكل السوريين

ظهور الحيتان على السواحل السورية اثار رعب الصيادين والمصطافين

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

ظواهر تبدو غريبة يشهدها الساحل السوري بين الحين و الأخر، حيث شهدت سواحل البلاد خلال الأسابيع الماضية صيد أسماك فريدة من نوعها، تمتاز بوزنها الكبير وندرتها , ما بين يصف البعض وجودها في المياه السورية بالحالة النادرة، وبين تأكيد الخبراء بأن وجودها منذ سنوات في المياه السورية ولا تهاجم أحدا, وانتشرت الاقاويل والتعليقات على ما تم نشره في الأسبوع الأخير من تموز2022على صفحات التواصل الاجتماعي، من فيديو يظهر دلافين تسبح على سطح مياه البحر في منطقة البسيط بريف اللاذقية, وانتشر أيضا مقطع فيديو، أظهر حوتا ضخما بالقرب من سطح مياه البحر قبالة سواحل طرطوس، وهو ما أغضب الكثيرين الذين حبسوا أنفاسهم خوفا من اقترابه من الشواطئ أو مباغتته للسباحين أو الصيادين في البحر, أن هذا الحوت بالذات شوهد بالقرب من سواحل طرطوس، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا النوع من الحيتان وبهذا الحجم الضخم إلى سواحل شرق البحر المتوسط .

واستنادا إلى ما اخبرتنا به المهندسة لانا في المعهد العالي للبحوث البحرية، بأن الحوت موجود في البحر المتوسط، ورؤيته ليست حالة نادرة أو جديدة، والسنة الماضية 2021 فقد عبر حوت نافق بطول 3 أمتار على شواطئ بانياس ، فرؤية الحيتان أمر طبيعي، وبالنسبة للحيتان الضخمة فتكون سابحة في البحر المتوسط، حيث تقوم بالتكاثر في البحر المتوسط ومن ثم تعود إلى القطب الشمالي.

ووفقا لما قاله لنا المهندس البحري عفيف، وهو موظف في الجمعية السورية لحماية البيئة المائية: تعتبر الدلافين من الكائنات البحرية التي تسهم في تحقيق التوازن البيئي البحري، وهي موجودة في المياه السورية منذ سنوات عدة، تم توثيق وجودها من قبل مختصين في البيئة البحرية السورية، أن وجودها يشكل عنصرا مهما في التنوع الحيوي للكائنات البحرية، وفي المخزون الوراثي للأنواع الحية البحرية.

وأخبرتنا المهندسة مريم وهي مختصة في علم الأسماك والبيئة البحرية , أنه تم رصد عدة حالات لدلافين بالقرب من الشواطئ السورية خلال السنوات السابقة، بينها دلفين صغير فتي من نوع “كومون ديلفي” كان قد جنح على شاطئ منطقة الصنوبر في اللاذقية، وان السبب وراء حالة الجنوح إلى النشاطات البشرية المختلفة من السياحة والصيد الجائر وحركة السفن بالإضافة إلى نقص الغذاء، حيث يبلغ طوله حوالي 180 سم ووزنه يتجاوز 60كغ، وهو من نوع نادر الوجود في البحر الأبيض المتوسط، مما استدعى نقله إلى مكان آمن في مياه مصب نهر الصنوبر، حيث أعيد إلى البحر بعد معاينته من قبل المختصين، كما تم رصد دلفين بالغ من النوع نفسه عند موقع ابن هانئ في اللاذقية بعد عدة أيام من مشاهدة الدلفين الفتي الجانح.

وقالت لنا المهندسة عبير وهي موظفة في الهيئة العامة للثروة السمكية، بأن الحيتان والفقمات تعتبر من الثديات التي تأقلمت للعيش في الأوساط المائية البحرية وهي بعكس الأسماك الأخرى حيث لا تستطيع الاستغناء عن الهواء الجوي للتنفس وهي من الكائنات البحرية اللطيفة، حيث لم تُسجل أي حالة مهاجمة حوت أو دلفين لأي شخص, ويوجد عشرين نوع من الحوتيات في البحر المتوسط منها تسعة أنواع تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل دائم، إلى جانب 11 نوع آخر تتواجد بشكل عرضي أو موسمي، وقد تم رصد من عام 2004 حتى تاريخه 13 نوعا من الحوتيات في سواحل محافظة طرطوس، منها ثلاثة أنواع من الحيتان وعشرة دلافين (من ثلاثة أنواع مختلفة), وعلى المواطنين عدم الخوف من تداول صور لحيتان في البحر،أن الحوت من الأنواع الوديعة التي لا تهاجم أحدا ولا تقترب من المياه الضحلة, ولم يتم تسجيل أي حالة هجوم لحوت على سباحين أو صيادين، ولا توجد صفة عدائية لدى الحوت، أن الحجم الكبير للحوت يمنحه حالة من الاستقرار، فلا يشعر بالخوف وعليه لا يملك حافزا لمهاجمة أحد.

يذكر ان الحيتان والدلافين لم تكن الأنواع الفريدة من نوعها التي شوهدت بالقرب من السواحل السورية، حيث شهدت مؤخرا ظهور أنواع غريبة من السمك، كسمكة الشيطان، وسـمكة كلب البحر وغيرها , وتم تسجيل الظهور الأول لسمكة “سباردي” في مدينة بانياس، حيث أنه لأول مرة يرى هذا النوع من الأسماك, أن هذه السمكة تظهر لأول مرة في المياه السورية، وهي من نفس فصيلة سمك القجاج المتعارف عليه في المياه السورية, وأنها تشبه القجاج من ناحية الشكل والبقعة الصفراء فوق العين والتقوس عند الفم، لكن الفرق الوحيد هو لون الزعانف، حيث أن لون زعانف سمكة القجاج فضية، أما زعانف سـمكة “سباردي” لونها أصفر زاهي.

يشار الى ان سورية عضو في مبادرة مسح الحوتيات في البحر المتوسط وتعمل ضمن إطار اتفاقية حفظ الحوتيات في البحر الأسود والبحر المتوسط والمناطق الأطلسية المتاخمة, وقد قام فريق المسح المشكل في سورية عام 2019 بالتعاون مع الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية وجامعة تشرين برصد مجموعة من الحوتيات التي تم مشاهدتها وهي:

الحوت العنبر- الحوت الأحدب-  الدلفين المخطط – دلفين ريسو- الدلفين الشائع

وطلبت الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية من الصيادين الإبلاغ عن الحيتان والدلافين والأنواع السمكية الجديدة في حال مشاهدتها والحفاظ عليها وعدم التعرض لها بأي وسيلة من وسائل الصيد.

ومن المعلوم أن صيادي مدينة بانياس تمكنوا من اصطياد 2000 سمكة نوع بلميدا، وتراوح وزن الواحدة ما بين 4 و7 كغ، وتم بيع السمكة الواحدة بـ 15000 ل.س، وفي جولة لنا شاهدنا هذه الأعداد الكبيرة من الأسماك، وهي منتشرة على أرصفة سوق السمك في مدينة بانياس. كما انتشرت العديد من صور الصيادين والمتسوقين مع الأعداد المرصوفة من هذه الأسماك على بسطات الباعة، باعتبارها من الظواهر النادرة التي تحدث في أسواق الأسماك الساحلية في سورية.

وتم اصطياد سمكة ” تونا ذات الزعنفة الزرقاء” والمعروفة باسم ” أم عين”، يصل وزنها إلى 100كغ, ويقدر ثمن الكيلو الواحد منها 8000 ل.س, وتم اصطياد سمكة ” القمر العملاقة” ، أو ” السمكة القمرية ” وهي من أنواع السمك التي تعيش في المحيطات وأعماق البحار, وأظهرت تسجيلات مصورة، تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي, رافعة تقوم بنقل السمكة التي تزيد نحو 1000 كغ من ميناء جبلة, إن السمكة تم عرضها في سوق مزاد الأسماك بمدينة جبلة، حيث بيعت بـ50 ألف ليرة، حيث أن سبب انخفاض ثمنها هو قلة اللحم فيها , وتعد السمكة القمرية من الأنواع المهددة بالانقراض، وتعيش في المياه العميقة، وأحيانا تظهر قريبة من سطح المياه عند بحثها عن الطعام، أو أثناء ملاحقة أشراب الأسماك الصغيرة.

لكن نتيجة لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، يتجنب الكثير من المواطنين شراء هذا النوع من الأسماك، بالإضافة إلى أن الصيادين والبائعين، في حال عدم بيع جميع بضائعهم من هذه النوعية يضطرون إما إلى البيع بسعر أقل، أو رميها لأنها تصبح غير صالحة للأكل في حالة التعرض للحرارة العالية ولفترات أطول، وبالتالي تعرض البائع لخسائر نتيجة نقص الكهرباء.

أنه نتيجة لطريقة التداول الخاطئة لهذه الأسماك فقد يعاني بعض الأشخاص من حالات تحسس عند تناولهم لها، حيث أن التداول الخاطئ وغير الصحي لأسماك البلميدا، يؤدي إلى تفكك مادة بري هيستامين الموجودة فيها الى مستقلبات الهيستامين التي تسبب التحسس, ومن أشهر أعراض حساسية السمك، الحكة بالجلد وظهور الطفح الجلدي، الإسهال، ألم المعدة، التقيؤ، ظهور أعراض الحساسية بالفم حيث يشكو المصاب أحيانا من الحكة بالفم، والإحساس بالوخز.

ولتجنب التحسس، لابد من تناول السمك طازج أو حفظه بشكل جيد بدرجة حرارة -18 درجة مئوية مما يمنع أي تفكك لمكونات الأسماك وتحللها، وإذا كان من الضروري تأخير طهي الأسماك لأكثر من ساعتين، يجب الإسراع بتبريدها بعد الغسيل والتجهيز مباشرة بوضعها في الثلاجة على درجة قريبة من الصفر، وإذا لم يتم طهي الأسماك في نفس اليوم فمن الأفضل تجميدها على درجة حرارة
– 18أو أقل لحين الاستهلاك, كما تعرض الكثير من المواطنين لحالات تسمم نتيجة تناول هذا نوع من الأسماك، نتيجة عدم تجميدها في الثلاجة لغياب الكهرباء لساعات طويلة، كما وتعد ذات نوعية رديئة مقارنة بباقي أنواع الأسماك ذات الذوق الجيد، والتي تتجاوز 70 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد منهم.

يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة تم تداول العديد من الصور التي تظهر بها تواجد قناديل البحر بكثافة، وازدياد التحذيرات منها والسباحة بجانبها.