لكل السوريين

بعد أن اختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.. مظاهرات ريف طرطوس تجبر محافظ طرطوس على المجيء لقراهم

طرطوس/ ا ـ ن  

يحمور بلدة سورية في منطقة طرطوس. تقع على بعد حوالي 8 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة طرطوس على طريق صافيتا. توجد فيها قلعة يحمور. تعتبر يحمور مركز بلدية وتتبع لها القرى التالية: الزرقات، المنية، فطاسية، مزرعة بيت سلامة، مزرعة الرباص، مزرعة ضهر بيت حسن.

أهالي قرى يحمور، يعانوا من مشكله تلوث المياه الجوفية بسبب المستنقعات الموجودة داخل وادي الهدة، ومجارير قرى “بشبطه وسرستان”، إضافة الى مكب لنفايات القرى المحيطة، وهنالك أكثر ممن 150 بئر ملوث وغير صالحين للشرب ولا لسقاية الأراضي الزراعية.

وعلى مدى سنوات، تقدم أهالي هذه القرى بالعديد من الطلبات الى المسؤولين الحكوميين عن المياه وعن البيئة في طرطوس، من أجل العمل على إيقاف التلوث وإزالة مكب القمامة، وتتم اجابتهم بإطلاق الوعود وأنهم شكلوا لجان للاطلاع على الوقائع وسيتم بناء على ذلك إصلاح أماكن التلوث وإزالة مكب القمامة.

لكن هذه الوعود وهذه اللجان كانت فقط على الورق وبدون أية فعالية، ولم يزورهم أية لجنة أو مسؤول للبحث بهذا الأمر، مما دفع بأهالي قرى “يحمور، وعدد من القرى المجاورة”، بعد أن تيقنوا بعدم الرد على مطالبهم، بالخروج في تظاهرات وقطعوا الطرقات، آملين أن يصل صوتهم للمسؤولين لتنفيذ مطالبهم بإيقاف التلوث الذي أصاب المياه الجوفية ومياه الشرب على حد سواء، مما دفع بالمسؤولين للحضور لقرية يحمور.

وعرض أبناء قرى محافظة طرطوس (يحمور- بمنية- الزرقات- الفطاسية وجوارها) خلال اجتماعهم مع محافظ طرطوس والجهات المعنية في المحافظة، وطالبوا بترحيل مكب وادي الهدة وإيجاد حلول إسعافية وسريعة لمنع التلوث الذي خلفه معمل وادي الهدة والصرف الصحي، حيث وصل التلوث للمياه الجوفية وسوء الواقع المائي والانقطاع الكبير للكهرباء أثرا سلباً على واقع المياه في القرى كافة.

وأكد محافظ طرطوس خلال اجتماعه بأهالي القرى المتضررة أن العمل جارٍ منذ أكثر من عام لحل مشكلة وادي الهدة ونقل مرفوضاته إلى البادية السورية وتم إتمام جميع الإجراءات وتخصيص طرطوس ب ١٠٠٠ دونم لهذه الغاية وحل المشكلة بشكل نهائي، ولكن الأمر غير متاح، نتيجة التكلفة العالية للمشروع.

وفيما يخص مشكلة الصرف الصحي تم تكليف الشركة العامة للبناء والتعمير بطرطوس بإنجاز مشروع الصرف الصحي، وباشرت الشركة أعمالها بكلفة ٣٥ مليون ليرة، وسيكون للمشروع دور كبير في رفع التلوث عن المنطقة.

وتم التوصل إلى تشكيل لجنة من أهالي القرى المتضررة للإشراف على سير العمل وموعد دخول وخروج سيارات نقل القمامة إلى المعمل والتخلص الآمن من الرشاحة التي كانت أهم أسباب التلوث، وسط عدم وجود آمال لدى الأهالي بحل تلك المشكلة رغم الوعود.