لكل السوريين

مخيم ساند على الحدود التركية بلا رعاية صحية ولا ماء والنازحون يناشدون

إدلب/ عباس إدلبي

يعاني قاطنو مخيم ساند الواقع في أرياف مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، من انتشار الأوبئة كالجدري وحبة حلب (اللشمانيا)، ناهيك عن قلة الدعم المقدم، في وقت تشتد فيه المنطقة الخاضعة لسيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام من أزمات مجتمعية كثيرة، أبرزها الجوع، بسبب استمرار الهيئة بفرض التعامل بالليرة التركية في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا.

ويناشد النازحون القاطنون في المخيم المنظمات الدولية التدخل لأجل تقديم الرعاية الصحية وإمداد المخيم بالماء، وسط نقص حاد في أبرز الأساسيات.

وتستمر المنظمات التركية في الشمال السوري، بالفتك بالمدنيين القانطين في مخيمات النزوح، حيث سجلت حالات تسمم جديدة بريف إدلب الشمالي.

وقال ناشطون من ريف إدلب أن المخيم يشهد بين الحين والآخر حالات وفاة لأطفال ونساء كبيرات في السن، والسبب يعود لنقص الرعاية ضمن المخيم.

والجدير ذكره تشهد مناطق سيطرة تركيا ومواليها في الشمال السوري، فلتان أمني كبير، وعمليات قتل وسرقة، وسط تراجع المستوى الصحي بشكل كبير في مخيمات النزوح التي يقطنها مدنيين.

وقال نائب مدير المخيم الأستاذ مصطفى م، خلال لقاء أجراه مراسل الصحيفة معه إن 900 عائلة مهددة بالأمراض والأوبئة نتيجة الإهمال الكبير في المخيم، بالإضافة إلى نقص المياه.

ويضيف مصطفى، “إن الانتشار المخيف لحبة اللشمانيا التي أصابت عدد كبير من قاطني المخيم هي أهم دوافع تلك المناشدات حيث بلغ عدد الإصابات نحو 110 إصابة، في حين وصل عدد المصابين بالجدري إلى نحو 70 حالة، غالبيتهم من الأطفال”.

ويعود سبب انتشار الأوبئة إلى عدم الاهتمام بمجاري الصرف الصحي التي باتت مرتعا لانتشار البعوض والذباب.

وطالب قاطنو المخيم بإيجاد حل سريع لمعانتهم من الأوبئة المنتشرة في المخيم قبل تفشي أوبئة أخرى، وقبل خروج الوضع عن السيطرة في المخيم عينه.

ويقول أبو سعيد، وهو نازح من ريف حماة الشرقي إن “المخيم يعيش حالة مأساوية صعبة للغاية، فالإهمال المتعمد ساهم بانتشار الأوبئة، كما وأن قلة المياه في المخيم ساهمت بانتشار الجدري، تكلفة البرميل الواحد من المياه بـ 25 ليرة تركية، وهذا المبلغ كبير جدا قياسا بالأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها قاطنو المخيم”.

ومن خلال جولتنا داخل المخيم لوحظ انتشار كبير للذباب الناقل للأمراض والروائح الكريهة التي تعم جميع زوايا المخيم، وعمد بعض سكان المخيم إلى حفر جور فنية خاصة بكل خيمة للتخفيف من شدة الروائح المنبعثة، كحل إسعافي ريثما يتم تحسين الوضع الخدمي.