لكل السوريين

بعد الغلاء الفاحش.. دمشقيون يشترون الزيت النباتي بالغرامات

دمشق/ روزا الأبيض 

بسبب عدة عوامل، تغيرت العادات الشرائية لسكان العاصمة دمشق كحال بقية السوريين، فمن شراء الزيت بعشرات الليترات (تنكة) إلى الليتر الواحد، وصلت بهم الحال إلى شراء الزيوت بمختلف أنواعها بالغرامات، وذلك بحسب ما يملكونه من مال، من أجل إعداد وجبة طعام.

الغلاء أضعف الطلب

تحكم إسراء، من سكان حي التضامن الدمشقي، قبضتها على الألف ليرة، وعيونها على البائع وهو يفرغ الزيت في كيس من النايلون على الميزان مراقبًا الوزن والسعر.

وتقول لمراسلتنا، “كنت أشتري الزيت سابقًا بالتنكة (صفيحة معدنية بسعة 16 ليترًا)، وكنا نخزّن ما لا يقل عن خمس تنكات زيت زيتون، وتنكة زيت قلي، وتنكة سمن، بينما أصبحنا اليوم نشتري ما يكفي لطبخة واحدة فقط”.

ويصل سعر ليتر زيت القلي في محافظة دمشق وريفها إلى 17 ألف ليرة سورية، وسعر ليتر زيت الزيتون إلى 14 ألف ليرة، بينما يبلغ سعر كيلو السمن النباتي حوالي 20 ألف ليرة.

عمار الرجب، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في حي السيدة زينب، يقول إن موجة الغلاء الأخيرة التي لحقت بالزيوت، قلّلت من طلب الناس على المادة، ودفعتهم للشراء بالغرامات.

ومنذ بدء الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، في شباط الماضي، شهدت مناطق سيطرة حكومة دمشق أزمة في تأمين الزيت النباتي، لجأت الحكومة عند تأمينه إلى رفع سعره، إذ وصل سعر الليتر الواحد من زيت “عباد الشمس” إلى أكثر من 13 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يباع بحوالي سبعة آلاف ليرة.

تخفيض المساعدات “زاد الطين بلة”

تعتمد معظم العائلات في العاصمة وأريافها على زيت القلي المقدم ضمن السلة الغذائية، كمساعدات تصل إليهم تقريبًا كل شهرين إلى ثلاثة أشهر.

لكن في أواخر آذار الماضي، خفّض “الهلال الأحمر” في دمشق كمية زيت القلي ضمن مكوّنات السلة الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي (WFP) من ستة إلى أربعة ليترات.

إسراء، كانت تحاول أن تنظم استهلاكها للزيت وفق المخصصات الموجودة ضمن السلة الغذائية، والتي كانت تكفي عائلتها سابقًا حوالي شهر ونصف، لكن بعد التخفيض أصبحت مضطرة لشراء الزيت بالغرامات، بانتظار موعد التوزيع المقبل.

وتحتل سوريا المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي التابع لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، الصادر في 25 من شباط 2021.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم، في 12 من كانون الثاني الماضي، تقريرًا يؤكد أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.